كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 17 @
لقتاله
فلما تراءى الجمعان جاء بعض أصحاب قراد إليه فأعلمه الحال فهرب على فرس له وتبعه قرواش والحسن فلم يدركاه وعاد قرواش إلى بيت قراد فأخذ ما فيه من الأموال التي أخذها من قرواش وهي بحالها
وسار قرواش إلى الكوفة فأوقع بخفاجة عندها وقعة عظيمة فساروا بعدها إلى الشام فأقاموا هناك حتى أحضرهم أبو جعفر الحجاج على ما نذكره إن شاء الله
$ ذكر البيعة لولي العهد $
في هذه السنة في ربيع الأول أمر القادر بالله بالبيعة لولده أبي الفضل بولاية العهد وأحضر حجاج خراسان وأعلمهم بذلك ولقبه الغالب بالله وكان سبب البيعة له أن عبد الله بن عثمان الواثقي من ولد الواثق بالله أمير المؤمنين كان من أهل نصيبين فقصد بغداد ثم سار عنها إلى خراسان وعبر النهر إلى هارون بن ايلك بغراخاقان وصحبه الفقيه أبو الفضل التميمي وأظهر أنه رسول من الخليفة إلى هارون يأمره بالبيعة لهذا الواثقي فإنه ولي عهده فأجابه خاقان إلى ذلك وبايع له وخطب له ببلاده ونفق عليه
فبلغ ذلك القادر بالله فعظم عليه وراسل خاقان في معناه فلم يصغ إلى رسالته فلما توفي هارون خاقان وولي بعده أحمد قراخان كاتبه الخليفة في معناه فأمر بإبعاده فحينئذ بايع الخليفة لولده بولاية العهد
وأما الواثقي فإنه خرج من عند أحمد قراخاقان وقصد بغداد فعرف بها وطلب فهرب منها إلى البصرة ثم إلى فارس وكرمان ثم إلى بلاد الترك فلم يتم له ما أراده وراسل الخليفة الملوك يطلبه فضاقت عليه الأرض وسار إلى خوارزم وأقام بها ثم فارقها فأخذ يمين الدولة محمود بن سبكتكين فحبسه في قلعة إلى أن توفي بها
$ ذكر استيلاء طاهر بن خلف على كرمان وعوده عنها $
في هذه السنة سار طاهر بن خلف بت أحمد صاحب سجستان إلى كرمان طالبا ملكها
وكان سبب مسيره إليها أنه كان قد خرج عن طاعة أبيه وجرى بينهما حروب كان الظفر فيها لأبيه
ففارق سجستان وسار إلى كرمان وبها عسكر بهاء الدولة وهي له على ما ذكرناه فاجتمع من بها من العساكر إلى المقدم عليه ومتولي أمر البلد وهو أبو

الصفحة 17