كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 23 @
الناس طار قلبه خوفا وفرقا
فارسل يطلب الأمان فأجابه يمين الدولة إلى ما طلب وكف عنه
فلما حضر عنده أكرمه واحترمه وأمره بالمقام في أي البلاد شاء فاختار أرض الجوزجان فسير إليهما في هيئة حسنة فأقام بها نحو أربع سنين
ونقل إلى يمين الدولة عنه أنه يراسل ايلك الخان يغريه بقصد يمين الدولة فنقله جردين واحتاط عليه هنالك إلى أن أدركه في رجب سنة تسع وتسعين
فسلم يمين الدولة جميع ما خلفه إلى ولده أبي حفص
وكان خلف مشهورا بطلب العلم وجمع العلماء
وله كتاب صنفه في تفسير القرآن من أكبر الكتب
$ ذكر الحرب بين عميد الجيوش أبي علي وبين أبي جعفر الحجاج $
في هذه السنة كانت الحرب بين أبي علي بن أبي جعفر أستاذ هرمز وبين أبي جعفر الحجاج وسبب ذلك أن أبا جعفر كان نائبا عن بهاء الدولة بالعراق فجمع وغزا واستناب بعد عميد الجيوش أبا علب فأقام أبو جعفر بنواحي الكوفة ولم يستقر بينه وبين أبي علي صلح وكان أبو جعفر قد جمع جمعا من الديلم والأتراك وخفاجة فجمع أبو علي أيضا جمعا كثرا وسار إليه والتقوا بنواحي النعمانية فاقتتلوا قتالا عظيما وأرسل أبو علي بعض عسكره فأتوا أبا جعفر من وراءه فانهزم أبو جعفر ومضى منهزما
فلما أمن أبو علي سار من العراق بعد الهزيمة إلى خوزستان وبلغ السوس
وأتاه الخبر أن أبا جعفر قد عاد إلى الكوفة فرجع إلى العراق وجرى بينه وبين أبي جعفر منازعات ومراجعات إلى أن آل الأمر إلى الحرب فاستنجد كل واحد منهم بني عقيل وبني خفاجه وبني أسد
فينما هم كذلك أرسل بهاء الدولة إلى عميد الجيوش أبي علي يستدعيه فسار إليه إلى خوزستان لأجل أبي العباس واصل صاحب البطيحة
$ ذكر عصيان سجستان وفتحها ثانية $
لما ملك يمين الدولة سجستان عاد عنها واستخلف عليها أميرا كبيرا من أصحابه يعرف بقنجي الحاجب فأحسن السيرة من أهلها
ثم إن طوائف من أهل العيث والفساد قدموا عليهم رجلا يجمعهم وخالفوا على السلطان
فسار إليهم يمين

الصفحة 23