كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 32 @

$ ثم دخلت سنة خمس وتسعين وثلاثمائة $
$ ذكر عود مهذب الدولة إلى البطيحة $
قد ذكرنا إنهزام عميد الجيوش من أبي العباس بن واصل فلما انهزم أقام بواسط وجمع العساكر عازما على العود إلى البطائح وكان أبو العباس قد ترك بها نائبا له فلم يتمكن من المقام بها ففارقها إلى صحابه
فأرسل عميد الجيوش إليها نائبا من أهل البطائح فعسف الناس وأخذ الأموال ولم يلتفت إلى عميد الجيوش
فأرسل إلى بغداد وأحضر مهذب الدولة وسير معه العساكر في السفن إلى البطيحة فلما وصلها لقيه أهل البلاد
وسروا بقدومه وسلموا إليه جميع الولايات واستقر عليه لبهاء الدولة كل سنة خمسون ألف دينار ولم يعرض إليه ابن واصل فاشتغل عنه بالتجهيز خوزستان وحفر نهرا إلى جانب النهر العضدي بين البصرة والأهواز وكثير ماؤه وكان قد اجتمع عنده كثير من الديلم وأنواع الجناد
ولما كثر ماله وذخائره وما استولى عليه من البطيحة فقوي طمعه في الملك وسار هو وعسكره إلى الأهواز في ذي القعدة فجهز إليه بهاء الدولة جيشا في الماء فالتقوا بنهر السدرة فاقتتلوا
وخاتلهم أبو العباس وسار إلى الأهواز وتبعه من كان قد لقيه من العسكر
فالتقوا بظاهر الأهواز وانضاف إلى عسكر بهاء الدولة العساكر التي بالأهواز
فاستظهر أبو العباس عليهم ورحل بهاء الدولة إلى قنطرة أربق عازما على المسير إلى فارس ودخل أبو العباس إلى دار المملكة وأخذ ما فيها من الأمتعة والأثاث المتخلف عن بهاء الدولة إلا أنه لم يمكنه المقام لأن بهاء الدولة كان قد جهز عسكرا ليسير في البحر إلى البصرة فخاف أبو العباس من ذلك وراسل بهاء الدولة وصالحه وزاد في أقطاعه وحلف كل واحد منهما لصاحبه وعاد إلى البصرة وحمل معه كل ما أخذ في دار بهاء الدولة ودور الأكابر و القواد والتجار

الصفحة 32