كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 35 @

$ ذكر غزوة كواكير $
ثم سار عنها إلى قلعة كواكير وكان صاحبها يعرف ببيدا وكان بها ستمائة صنم فافتتحها وأحرق الأصنام فهرب صاحبها إلى قلعته المعروفة بكالنجار فسار خلفه إليها وهو حصن كبير يسع خمسمائة ألف إنسان وفيه خمسمائة فيل وعشرون ألف دابة وفي الحصن ما يكفي الجميع مدة فلما قاربها يمين الدولة وبقي بينهما سبعة فراسخ رأى من الغياض المانعة من سلوك الطريق ما لا حد عليه فأمر بقطعها ورأى في الطريق واديا عظيم العمق بعيد العقر أمر أن يطم منه مقدارا ما يسع عشرين فارسا فطموه بالجلود المملوءة ترابا ووصل إلى القلعة فحصرها ثلاثا وأربعين يوما وراسله صاحبها في الصلح فلم يجبه ثم بلغه عن خراسان إختلاف بسبب قصد ايلك الخان لها فصالح ملك الهند على خمسمائة فيل وثلاثة الآف منافضة
ولبس خلعة يمين الدولة بعد أن استعفى من شد المنطقة فإنه اشتد عليه فلم يجبه يمين الدولة إلى ذلك
فشد المنطقة وقطع أصبعة الخنصر وأنفذها إلى يمين الدولة توثقه فيما يعتقدونه وعاد يمين الدولة إلى خراسان لأصلاح ما اختلف فيها وكان عازما على الوغول في بلاد الهند
$ ذكر عبور عسكر أيلك الخان إلى خراسان $
كان يمين الدولة لما استقر له ملك خراسان وملك أيلك الخان ما وراء النهر قد راسله ووافقه وتزوج ابنته وانعقدت بينهما مصاهرة ومصالحة فلم تزل السعادة حتى أفسدوا ذات بينهما
وكتم أيلك الخان ما في نفسه فلما سار يمين الدولة إلى المولتان اغتنم أيلك الخان خلو خراسان فسير سباشي تكين صاحب جيشه في هذه السنة الى خراسان في معظم جنده وسير أخاه جعفر تكين إلى بلخ في عدة من الأمراء
وكان يمين الدولة قد جعل بهراة أميرا كان من أكابر أمرائه يقال له أرسلان الجاذب فأمره إذا ظهر عليه مخالف أن ينحاز إلى غزنة فلما عبر سباشي تكين إلى خراسان سار أرسلان إلى غزنة وملك سباشي هراة وأقام بها وأرسل إلى نيسابور من استولى عليها
واتصلت الأخبار بيمين الدولة وهو بالهند فرجع إلى غزنة لا يلوي على دار ولا يركن إلى قرار
فلما بلغها فرق في عساكره الأموال وقواهم وأصلح ما أراد

الصفحة 35