كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 39 @
الحرب ونزل عن دابته وعفر وجهه على الصعيد تواضعا لله تعالى وسأله النصر والظفر
ثم نزل وحمل قي فيلته على قلب أيلك الخان فأزاله عن مكانه ووقعت الهزيمة فيهم وتبعهم أصحاب يمين الدولة يقتلون ويأسرون ويغنمون إلى أن عبروا بهم النهر وأكثر الشعراء تهنئة يمين الدولة بهذا الفتح
$ ذكر غزوة إلى الهند $
فلما فرغ يمين الدولة من الترك سار نحو الهند للغزاة وسبب ذلك أن بعض أولاد ملوك الهند يعرف بنواسه شاه كان قد أسلم على يده واستخلفه على بعض ما افتتحه من بلادهم
فلما كان الآن بلغه أنه ارتد عن الإسلام ومالأ أهل الكفر والطغيان فسار إليه مجدا فحين قاربه فر الهندي من بين يديه واستعاد يمين الدولة تلك الولاية وأعادها إلى حكم الإسلام واستحلف عليها بعض أصحابه وعاد إلى عزنة
$ ذكر حصر أبي جعفر الحجاج بغداد $
في هذه السنة جمع أبو جعفر الحجاج جمعا كثيرا وأمده بدر بن حسنويه بجيش كثير فسار بالجميع وحصر بغداد وسبب ذلك أن أبا جعفر كان نازلا على قلج حامي طريق خراسان
وكان قلج مباينا لعميد الجيوش فاجتمعا لذلك فتوفي قلج هذه السنة فجعل عميد الجيوش على حماية الطريق أبا الفتح بن عناز وكان عدوا لبدر بن حسنوية فحقد ذلك بدرفاستدعى أبا جعفر الحجاج وجمع له جمعا كثيرا منهم الأمير هندي بن سعدي وأبو عيسى شاذي بن محمد وورام بن محمد وغيرهم وسيرهم إلى بغداد
وكان الأمير أبو الحسن علي بن مزيد الأسدي قد عاد من عند بهاء الدولة بخوزستام مغضبا فاجتمع معهم فزادت عدتهم على عشرة الآف فارس وكان عميد الجيوش عند بهاء الدولة لقتال أبي العباس بن واصل فسار أبو جعفر ومن اجتمع معه إلى بغداد ونزلوا على فرسخ منها وأقاموا شهرا
وببغداد جمع من الأتراك ومعهم أبو الفتح بن عناز فحفظوا البلد
فبينما هم كذلك أتاهم خبر انهزام أبي العباس وقوة بهاء الدولة ففت ذلك في أعضاد أبي جعفر ومن معه فتفرقوا
فعاد ابن مزيد إلى بلده وسار أبو جعفر وأبو عيسى إلى حلوان

الصفحة 39