كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)
@ 4 @
القاسم بن سيمجور قهستان
فرأى محمود أن يقصد بكتوزون وأبا القاسم ويعجلهما عن الاجتماع والإحتشاد فسار إلى طوس فهرب منه بكتوزون إلى نواحي جرجان فأرسل محمود خلفه أكبر قواده وأمرائه وهو أرسلان الجاذب في عسكر جرار فاتبعه حتى ألحقه بجرجان وعاد فاستخلفه محمود على طوس وسار إلى هراة فلما علم بكتوزون بميسر محمود عن نيسابور عاد إليهما فملكها فقصده محمود فأجفل من بين يديه إجفال الظليم واجتاز بمرو فنهبها وسار عنها إلى بخارى
واستقر ملك محمود بخراسان فأزال عنها اسم السامانيه وخطب فيها للقادر بالله وكان إلى هذا الوقتلا يخطب للطائع لله واستقل بملكها منفردا وتلك ينة الله تعالى يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء
وولى محمود قيادة جيوش خراسان أخاه نصرا وجعله بنيسابور على ما كان يليه آل سيمجور للسامانية
وسار هو إلى بلخ مستقر والده فاتخذها دار ملك واتفق أصحاب الأطراف بخراسان على طاعته كآل فريغون أصحاب الجوزجان ونحن نذكرهم إن شاء الله تعالى وكالشار الشاه صاحب غرشتان ونحن نذكر ههنا أخبار هذا الشار فاعلم أن هذا اللقب وهو الشار لقب كل من يملك بلاد غرشتان ككسرى للفرس وقيصر للروم والنجاشي للحبشة وكان الشار أبو نصر قد اعتزل الملك وسلمه إلى ولده الشاه وفيه لوثة وهوج واشتغل والده أبو نصر بالعلوم ومجالسة العلماء ولما عصا أبو علي بن سيجمور على الأمير نوح أرسل إلى غرشتان من حصرها وأجلى عنها الشاه الشار ووالده أبا نصر فقصدا حصنا منيعا في آخر ولايتهما فتحصنا به إلى أن جاء سبكتكين إلى نصره الأمير نوح فنزلا إليه وأعاناه على أبي علي وعاد إلى ملكهما فلما ملك الآن يمين محمود خراسان أطاعاه وخطبا له ثم إن يمين الدولة بعد هذا أراد الغزوة إلى الهند فجمع لها وتجهز وكتب إلى الشاه الشار يستدعيه ليشهد معه غزوته فامتنع وعصى
الصفحة 4
532