كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 40 @
وراسل أبو جعفر في إصلاح حاله مع بهاء الدولة فأجابه إلى ذلك
فحضر عنده بتستر فلم يلتفت إليه لئلا يستوحش عميد الجيوش
$ ذكر قصد بدر ولاية رافع بن مقن $
كان أبو الفتح بن عناز التجأ إلى رافع بن محمد بن مقن ونزل عليه حين أخذ بدر بن حسنويه منه حلوان وقرميسين فأرسل بدر إلى رافع يذكر مودة أبيه وحقوقه عليه ويعتب عليه حيث آوى خصمه ويطلب إليه أن يبعده ليدوم له على العهد والود القديم
فلم يفعل رافع ذلك فأرسل بدر جيشا إلى أعمال رافع بالجانب الشرقي من دجلة فنهبها وقصدوا داره بالمطيرة فنهبوها وأحرقوها
وساروا إلى قلعة البردان وهي لرافع أيضا ففتحوها قهرا وأحرقوا ما كان بها من الغلات وطم بئرها
فسار أبو الفتح إلى عميد الجيوش ببغداد فخلع عليه وأكرمه ووعده نصره
$ ذكر قتل أبي العباس بن واصل $
في هذة السنة قتل أبو العباس بن واصل صاحب البصرة
وقد تقدم ذكر ابتداء حاله وارتفاعه واستيلائه على البطيحة وما أخذه من الأموال وما هزم من جيوش السلطان وغير ذلك مما هو مذكر في مواضعة
فلما عظم أمره سار بهاء الدولة من فارس إلى الأهواز ليحفظ خوزستان منه
وكان في البطائح مقابل عميد الجيوش فلما فرغ منه سار إلى الأهواز وبها بهاء الدولة فملكها على ما ذكرناه وعاد عنها على صلح مع بهاء الدولة إلى البصرة وقد ذكرناه أيضا
ثم تجدد ما أوجب عوده إلى الأهواز فعاد إليها في جيشه وبهاء الدولة مقيم بها فلما قاربها رحل بهاء الدولة عنها لقلة عسكره وتفرقهم بعضهم بفارس وبعضهم بالعراق وقطع قنطرة أربق وبقي النهر يحجز بين الفريقين
فاستولى أبو العباس على الأهواز وأتاه مدد من بدر بن حسنويه ثلاثة آلاف فارس فقوي بهم وعزم بهاء الدولة على العود إلى فارس فمنعه أصحابه فأصلح أبو العباس القنطرة وجرى بين العسكرين قتال شديد دام إلى السحر
ثم عبر أبو العباس على القنطرة بعد أن أصلحها
والتقى العسكران واشتد

الصفحة 40