كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 42 @
العسف والرأي أن أحمل إليك مالا ترضي به صاحبك ونصطلح فأجابه إلى ذلك وصالحه وأخذ منه ما كان أخرجه على تجهيز الجيش وعاد منه
$ ذكر الحرب بين قرواش وأبي علي ثمال الخفاجي $
في المحرم جرت وقعة بين معتمد الدولة أبي المنيع قرواش بن المقلد العقيلي وبين أبي علي بن ثمال الخفاجي وكان سببها أن قرواش جمع جمعا كثيرا وسار إلى الكوفة وأبو علي غائب عنها فدخلها ونزل بها
وعرف أبو علي الخبر فسار إليه فالتقوا واقتتلوا فانهزم قرواش وعاد إلى الأنبار مفلولا وملك أبو علي الكوفة وأخذ أصحاب قرواش فصادرهم
$ ذكر خروج أبي ركوة على الحاكم بمصر $
في هذه السنة ظفر الحاكم بأبي ركوة ونحن نذكر ههنا خبره أجمع كان أبو ركوة اسمه الوليد وإنما كني أبا ركوة لركوة لركوة كان يحملها في أسفاره سنة الصوفية وهو من ولد هشام بن عبد الملك بن مروان ويقرب في النسب من المؤيد هشام بن الحاكم الأموي صاحب الأندلس
وإن المنصور بن أبي عامر لما استولى على المؤيد وأخفاه عن الناس تتبع أهله ومن يصلح منهم للملك فطلبه فقتل البعض وهرب البعض وكان أبو ركوة ممن هرب وعمره حينئذ قد زاد على العشرين سنة وقصد مصر وكتب الحديث
ثم سار إلى مكة واليمن وعاد إلى مصر ودعا بها إلى القائم فأجابه بنو قرة وغيرهم وسبب استجابتهم أن الحاكم بأمر الله كان قد أسرف في مصر في قتل القواد وحبسهم وأخذ اموالهم وسائر القبائل معه في ضنك وضيق ويودون خروج الملك عن يده وكان الحاكم في الوقت الذي دعا أبو ركوة بني قرة قد آذاهم وحبس منهم جماعة من أعيانهم وقتل بعضهم
فلما دعاهم أبو ركوة انقادوا له
وكان بين بني قرة وبين زناتة حروب ودماء
فاتفقوا على الصلح ومنع أنفسهم من الحاكم فقصد بني قرة وفتح مكتبا يعلم الصبيان الخط وتظاهر بالدين والنسك وأمهم في صلواتهم فشرع في دعوتهم إلى ما يريده فأجابوه وبايعوه واتفقوا عليه وعرفهم حينئذ نفسه وذكر لهم أن عندهم في الكتب أنه يملك مصر وغيرها ووعدهم ومناهم يوما وما يعدهم الشيطان إلا غرورا
فاجتمعت بنو قرة وزناتة على بيعته وخاطبوه

الصفحة 42