كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 46 @
فسار إلى بلد النوبة
فلما بلغ إلى حصن يعرف بحصن الجبل للنوبة أظهر أنه رسول من الحاكم إلى ملكهم فقال له صاحب الحصن الملك عليل ولا بد من استخراج أمره في مسيرك إليه ) )
وبلغ الفضل الخبر فأرسل إلى صاحب القلعة بالخبر على حقيقته فوكل به من يحفظه وأرسل إلى الملك بالحال وكان ملك النوبة قد توفي وملك ولده فأمر بان يسلم إلى نائب الحاكم
فتسلمه رسول الفضل وسار به فلقيه الفضل وأكرامه وأنزله في مضاربة وحمله إلى مصر فأشهر بها وطيف به وكتب أبو ركوة إلى الحاكم رقعة يقول فيها ( ( يا مولانا الذنوب عظيمة وأعظم منها عفوك والدماء حرام ما لم يحللها سخطك وقد أحسنت وأسأت وما وما ظلمت إلا نفسي وسوء عملي أو بقني ) ) وأقول
( فررت فلم يغن الفرار ومن يكن ... مع الله لم يعجزه في الأرض هارب )
( ووالله ما كان الفرار لحاجة ... سوي فزع الموت الذي أنا شارب )
( وقد قادني جرمي إليك برمتي ... كما خرميتا في رحا الموت سارب )
( واجمع كل الناس أنك قاتلي ... فيارب طن ربه فيك كاذب )
( وما هو إلا الإنتقام وينتهي ... وأخذك منه واجبا لك واجب )
ولما طيف به ألبس طرطورا وجعل خلفه قرد يصفعه كان معلما بذلك ثم حمل إلى ظاهر القاهرة ليقتل ويصلب فتوفي قبل وصوله فقطع رأسه وصلب
وبالغ الحالكم في إكرام الفضل إلى حد أنه عاده في مرضة مرضها دفعتين فاستعظم الناس ذلك ثم أنه عمل في قتل الفضل لما عوفي فقتله
$ ذكر القبض على مجد الدولة وعوده الى ملكه $
في هذه السنة قبضت والدة مجد الدولة بن فخر الدولة بن بويه صاحب الري وبلد الجبل عليه
وكان سبب ذلك ان الحكم كان إليها في جميع أعمال ابنها
فلما وزر له الخطير أبو علي بن علي بن القاسم استمال الأمراء ووضعهم عليها والشكوى عليها
وخوف ابنها منها فصار كالمحجور عليه
فخرجت من الري إلى القلعة فوضع عليها من يحفظها
فعملت الحيلة حتى هربت إلى بدر بن حسنويه واستعانت به في ردها إلى الري
وجاءها ولدها شمس الدولة وعساكر همذان وسار معها بدر إلى الري فحصروها
وجرى بين الفريقين قتال كثير مدة
ثم استظهر

الصفحة 46