كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 464 @
$ ثم دخلت سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة $
$ ذكر وفاة فخر الدولة أبي نصر بن جهير $
في هذه السنة في المحرم توفي فخر الدولة أبو نصر محمد بن محمد بن جهير الذي كان وزير الخليفة بمدينة الموصل ومولده بها سنة ثمان وتسعين وثللامائة وتزوج إلى أبي العقارب شيخها ونظر في أملاك جارية قرواش المعروفة بسرهنك ثم خدم بركة بن المقلد حتى قبض على أخيه قرواش وحبسه ومضى بهدايا إلى ملك الروم فاجتمع هو وورسول نصر الدولة بن مروان وتقدم فخر الدولة عليه فنازعه رسول لابن مروان فقال فخر الدولة لملك الروم أنا أستحق التقدم عليه لأنه صاحبه يؤدي الخراج إلى صاحبي فلما عاد إلى قريش با بدران أراد القبض عليه فاستجار بأبي ا لشداد وكانت عقيل تجير على أرائها وسار إلى خلب فوزر لمعز الدولة أبي ثمال بن صالح ثم مضى إلى ملطية ومنها إلى ابن مروان فقال له كيف أمنتني وقد فعلت برسولي ما فعلت عند ملك الروم فقال حملني على ذلك نصح صاحبي فاستوزره فعمر بلاده ووزر بعد نصر الدولة لولده ثم سار إلى بغداد وولي وزار ة الخليفة على ما ذكرنا وتولى أخذ ديار بكر من بني مروان على ما ذكرناه أيضا ثم أخذها منه السلطان فسار إلى الموصل فتوفي بها
$ ذكر نهب العرب البصرة $
وفي هذه السنة في جمادى الأولى نهب العرب البصرة نهبا عظيما
وفي هذه السنة في جمادى الأولى نهب العرب البصرة نهبا قبيحا
وسبب ذلك أنه ورد إلى بغداد في بعض السنين رجل أشقر من سواد النيل يدعى الأدب والنجوم ويستجري الناس فلقبه أهل بغداد تليا وكان نازلا في بعض الخانات فسرق ثيابا من الدبياج وغيره وأخفاها في خلفها وسار بها فرآها الذين يحفظون لطريق فمنعوه من السفر اتهاما له وحملوه إلى المقدم عليهم فأطلقه لحرمة العلم فسار إلى أمير من أمراء العرب من بني عامر وبلاده متاخمة الإحساء وقال له أنت تملك الأرض وقد فعل أجدادك

الصفحة 464