كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 467 @
الدولة بن جهير ليستوزره فسير إليه فاستوزره في ذي الحجة من هذه السنة وركب إليه نظام الملك فهنأه بالوزارة في داره وأكثر الشعراء تهنئته بالعود إلى الوزارة
$ ذكر ملك أمير المسلمين بلاد الأندلس التي للمسلمين $
في هذه السنة في رجب ملك أمير المسلمين يوسف بن تاشفين صاحب بلاد المغرب من بلاد الأندلس ما هو بيد المسلمين قرطبة وإشبيلية وقبض على المعتمد بن عباد صاحبها وملك غيرها من الأندلس ولقد جرى للرشيد بن المعتمد حادثة شبيهة بحادثة الأمين محمد بن هارون الرشيد
قال أبو بكر عيسى بن اللبانة الداني من مدينة دانية كنت يوما عند الرشيد بن المعتمد في مجلس أنسه سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة فجرى ذكر غرناطة وملك أمير المسلمين لها وقد ذكرنا أخذها في وقعة الزلاقة فلما ذكرناها تنفجع وتلهف واسترجع وذكر قصرها فدعونا لقصره بالدوام ولملكه بتراخي الأيام فأمر عند أبا بكر الإشبيلي بالغناء فغنى
( يا دار رمية بالعلياء فالسند ... أقوت وطال عليها سالف الأبد )
فاستحالت مسرته وتجهمت أسرته ثم أمر بالغناء من ستارته فغنى
( إن شئت أن ترى صبرا لمصطبر ... فانظر إلى أي حال أصبح الطلل )
فتأكد تطيره واشتد اربدا وجهه وتغيره وأمر مغنية أخرى بالغناء فغنت
( يا لهف نفسي على مال أفرقة ... على المقلين من أهل المروءات )
( إن اعتذاري إلى من جاء يسألني ... ما ليس عندي من إحدى المصيبات )
قال ابن اللبانة فتلافيت الحال بأن قمت فقلت
( محل مكرمة لاهد مبناه ... وشمل مأثرة لاشتة الله )
( البيت كالبيت لكن زاد ذا شرفا ... ان الرشيد مع المعتد ركناه )
( ثاو على أنجم الجوزاء مقعدة ... وراحل في سبيل الله مثواه )
( حتم على الملك أن يقوي وقد وصلت ... بالشرق والغرب يمناه ويسراه )
( بأس توقد فاحمرت لواحظه ... ونائل شب فاخضرت عذاراه )
فلعمري قد بسطت من نفسه وأعدت عليه بعض أنسه على أي وقعت فيما

الصفحة 467