كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 47 @
بدر ودخل البلد وأسر مجد الدولة فقيدته والدته و سجنته بالقلعة وأجلست أخاه شمس الدولة في الملك وصار الأمر اليها
وعاد بدر إلى بلده وبقي شمس الدولة في الملك نحو سنة
فرأت والدته منه تنكرا وتغيرا وأن أخاه مجد الدولة ألين عريكة
وأسلم جانبا فأعادته إلى الملك
وسار شمس الدولة إلى همذان
وكره بدر هذه الحاله إلا أنه اشتغل بولده هلال عن الحركة فيها
وصارت هي تدبر الأمر وتسمع رسائل الملوك وتعطي الأجوبة
وأرسل شمس الدولة إلى بدر يستمده
فسير إليه جندا فأخذهم وسار بهم إلى قم فحصروها فمنعها أهلها
ثم ان العساكر دخلوا طرقا منها واشتغلوا بالنهب فأكب عليهم العامة وقتلوا منهم نحو سبعمائة رجل وانهزم الباقون إلى معسكرهم ثم قبض هلال بن بدر على أبيه فتفرق ذلك الجمع كله
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة اشتد الغلاء بالعراق فضج العامة وشغب الجند وكانت فتنة
وفيها توفي عبد الصمد الزاهد ودفن عند قبر أحمد وكان غاية في الزهد والورع
وفيها هب على الحجاج ريح سوداء بالثعلبية أظلمت لها الأرض ولم ير الناس بعضهم بعضا وأصابهم عطش شديد ومنعهم ابن الجراح الطائي من المسير ليأخذ منهم مالا فضاق الوقت عليهم فعادوا ولم يحجوا
وفيها مات علي بن أحمد أبو الحسن الفقيه المالكي المعروف بابن القصاب

الصفحة 47