كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 470 @
( أفتح لقد فتحت لي باب رحمة ... كما بيزيد الله قد زاد في أجري )
( هوى بكما المقدار عن ولم أمت ... فأدعى وفيا قد نكصت إلى الغدر )
( ولو عدتما لا خترتما العود في الثرى ... إذا انتما أبصرتماني في الأسر )
( أبا خالد أورثتني البث خالدا ... أيا صبر مذ ودعت ودعني نصري )
وكان المعتمد يكاتبه فغضلاء البلاد وهو محبوس بالنثر والنظم يتوجعون له ويذمون الزمان وأهله حيث مثله منكوب فمن ذلك ما قاله عبد الجبار بن أبي بكر بن حديس وكتبه إليه يذكر مسيرهم عن إشبيلية إلى أغمات
( جرى لك جد بالكرام عثور ... وجار زمان كنت منه تجير )
( لقد أصبحت بيض الظبي في غمودها ... إناثا لترك الضرب وهي ذكور )
( ولما رحلتم بالندى في أكفكم ... وقلقل رضوى منك وثبير )
( رفعت لساني بالقيامة قد أتت ... ألا فانظروا كيف الجبال تسير )
وقال شاعره ابن اللبانة في حاثته أيضا
( تبكي السماء بدمع رائح غادي ... على البهاليل من أبناء عباد )
( على الجبال التي هدت قواعدها ... وكانت الأرض منها تحت أوتاد )
( عريسة دخلتها النائبات على ... أساود منهم فيها وآساد )
( وكعبة كانت الآمال تعمرها ... فاليوم لا عاكف فيها ولا باد )
ولما استقصى عسكر أمير المسلمين ملوك الأندلس وأخذ بلادهم ملكوهم وسيرهم إلى بلاد بالغرب وفرقهم { إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة } ولما فرغ سير من إشبيلية سار إلى المرية فنازلها وكان صاحبها محمد بن معن بن صمادح فقال لولده ما دام المعتمد بإشبيلية فلا تبالي بالمرابطين فلما سمع بملكهم لها وما جرى للمعتمد مات في تلك الأيام غما وكمدا
فلما مات

الصفحة 470