@ 475 @
عمله فذكر الناس انهم لم يروا ببغداد مثله أبدا وأكثر الشعراء وصف تلك الليلة فمن قال المطرز
( وكل نار على ا لعشاق مضرمة ... من نار قلبي أو من ليلة السذق )
( نار تجلت بها الظلماء ة اشتبهت ... بسدفة الليل فيه غرة الفلق )
( وزارت الشمس فيها البدر واصطلحا ... على الكواكب بعد الغيظ والحنق )
( مدت على الأرض بسطا من جواهرها ... ما بين مجتمع وار ومفترق )
( مث المصابيح إلا أنها نزلت ... من السماء بلا رجم ولا حرق )
( أعجب بنار رضوان يسعرها ... ومالك قائم منها على فرق )
( في مجلس ضحكت روض الجنان له ... لما جلى ثغره عن وضح يقق )
( وللشموع عيون كلما نظرت ... تظلمت من يديها أنجم الغسق )
( من كل مرهفة الأعطاف كالغصن ... المياد لكنه عار من الورق )
( إني لأعجب منها وهي وادعة ... تبكي وعيشتها من ضربة العنق )
وفي هذه المرة أمر بعمارة السلطان فابتدئ في عمارته في المحرم سنة خمس وثمانين وأربعمائة وعمل قبلته بهرام منجمه وجماعة من أصحاب الرصد وابتدأ بعده نظام الملك وتاج والأمراج الكبار بعمل دور لهم يسكنونها إذا قدموا بغداد فلم تطل بعدها وتفرق شملهم بالموت والقتل وغير ذلك في باقي سنتهم ولم تغن عنهم عساكرهم وما جمعوا شيئا فسبحان الدائم الذي لا يزول أمره
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة رحل ابنأبي هاشم من مكة مستغيثا من التركمان وفي آخرها مرض نظام الملك ببغداد فعالج نفسه بالصدقة فكان يجتمع بمدرسته من الفقراء والمساكين من لا يحصى وتصدق عنه الأعيان والأمراء من عسكر السلطان فعوفي وأرسل له الخليفة خلعا نفيسة
وفيها في تاسع شعبان كان بالشام وكثير من البلاد زلازل كثيرة وكان أكثرها بالشام ففارق النماس مساكنهم وانهدم بأنطاكية كثير من المساكن وهلك تحتها عالم كثير وخرب من سورها تسعون برجا فأمر السلطان ملكشاه بعمارتها
وفيها في شوال توفي أبو طاهر عبد الرحمن بن محمد بن علك الفقيه الشافعي وهو من