كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 477 @

$ ثم دخلت سنة خمس وثمانين وأربعمائة $
$ ذكر الحب بين المسلمين والفرنج بجيان $
في هذه السنة جمع أذفونش عساكره وجموعه وغزا بلاد جيان من الأندلس فلقيه المسلمون وقاتلوه واشتد الحرب فكانت الهزيمة أولا على المسامين ثم إن الله تعالى رد لهم الكرة على الفرنج فهزموهم وأكثروا القتل قيهم ولم ينج إلا الأذفونش في نفر يسير وكانت هذه الوقعة من أشهر الوقائع بعد الزلاقة وأكثر الشعراء ذكرها أشعارهم
$ ذكر استيلاء تتش على حمص وغيرها من ساحل الشام $
لما كان السلطان ببغداد قدم إليه أخوه تاج الدولة تتش من دمشق وفسيم الدولة آقسنقر من حلب وبوزان من الرهاء لما أذن لهم السلطان في لعود إلى بلادهم أمر قسيم الدولة وبوزان أن يسيرا مع عساكرهما في خدمة أخيه تاج الدولة حتى يستولي على ما لخليفة المستنصر العلوي بساحل الشام من البلاد ويسيروهم معه إلى مصر ليملكها فساروا أجمعون إلى الشام ونزل على حمص وبها ابن الملاعب صاحبها وكان الضرر به وبأولاده عظيما على المسلمين فحصروا البلد وضيقوا على من به فمكله تاج الدولة وأخذ ابن ملاعب وولديه وسار إلى قلعة عرفة فملكها عنوة وسار إلى قلعة أفامية فملكها أيضا وكان بها خادم للمصري فنزل بالأمان فأمنه ثم سار إلى طابلس فنازلها فرأى صاحبها جلال الملك بن عمار جيشا لا يدفع إلا بحيلة فأرسل إلى الأمراء الذين مع تاج الدولة وأطمعهم ليصلحوا حاله فلم ير فيهم مطمعا وكان من قيسم الدولة آقسنقر وزير له اسمه زرين كمر فراسله ابن عمار فرأى عنده لينا فأتحفه وأعطاه فسعى مع صاحبه قسيم الدولة في إصلاح حاله ليدفع عنه وحمل له ثلاثين ألف دينار وتحفا بمثلها وعرض عليه المناشير التي بيده من السلطان بالبلد والتقدم إلى النواب بتلك البلاد

الصفحة 477