@ 490 @
تركان خاتون كربوقا وغيره من الأمراء في عسكر كثير مددا له فجمع بركيارق عساكره وسار إلى حرب خاله إسماعيل فالتقوا عند الكرج فانحاز الأمير يلبرد إلى بركياق وصار معه فانهزم إسماعيل وعسكره وتوجه إلى أصبهان فأكرمته تركان خاتون وخطبت له وضربت اسمه على الدينار بعد ابنها محمود ملكشاه وكاد ا لأمر في الوصلة يتم بينهما فامتنع الأمراء من ذلك لا سيما الأمير انز وهو مدبر ا لأمر وصاحب الجيش وآثروا خروج اسماعيل عنهم وخافوه وخاف هو أيضا منهم ففارقهم وراسل أخته زبيدة والدة بركيارق في اللحاق بهم فأذنت له في ذلك فوصل إليهم وأقام عندهم أياما يسيرة فخلا به كمشتكين الجاندار وآقسنقر وبوزان وبسطوه في القول فأطلعهم على سره وأنه يريد السلطنة وقتل بركيارق فوثبوا عليه فقتلوه وأعلموا أخته خبره فسكتت عنه
$ ذكر أخذ الحجاج $
في هذه السنة انقطع الحج من العراق لأسباب أوجبت ذلك وسار الحاج من دمشق مع أمير أقامه تاج الدولة تتش صاحبها فلما قضوا حجهم عادوا سائرين سير أمير مكة وهو محمد بن أبي هاشم عسكرا فلحقوهم بالقرب من مكة ونهبوا كثيرا من أموالهم وجمالهم فعادوا إليها ولقوه وسألوه أن يعيد عليهم ما أخذ منهم وشكوا إليه بعد ديارهم فأعاد بعض ما أخذ منهم فلماأيسوا منه ساروا من مكة عائدين على أقبح صورة فلما أبعدوا عنها ظهر عليهم جموع من العرب في عدة جهات فصانعوهم على مال ما أخذوه من الحاج بعد أن قتل منهم جماعة و افرة وهلك فيه بالضعف والانقطاع وعاد السالم على أقبح صورة
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة في جمادى الأولى قدم إلى بغداد اردشيرين بن منصور أبوالحسين الواعظ العبادي وأكثر الوعظ بالمدرسة النظامية وهو مروزي وقدم بغداد قاصدا للحج وكان له قبول عظيم بحيث أن الغزالي وغيره من الأئمة ومشايخ الصوفية الكبار يحضرون مجلسه وذرع في بعض المجالس الأرض التي فيها الرجال فكان طولها مائة وخمسة وسبعين ذراعا وعرضها مائة وعشرون ذراعا وكانوا يزدحمون ازدحاما كثيرا وكان النساء أكثر من ذلك وكان له كرامات ظاهرة وعبادات كثيرة وكان سبب منعه