كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 495 @
وأمدهما ركن الدين بركيارق بالأمير كربوقا الذي صار بعد صاحب الموصل فلما اجتمعوا ساروا إلى طريقه فلقوه عند نهر سبعين قريبا من تل السلطان بينه وبين حلب ستة فراسخ واقتتلوا واشتد القتال بعض العسكر الذين مع آقسنقر فانهزموا وتيعهم الباقون فتمت الهزيمة وثبت آقسنقر فأخذ أسيرا وأحضر عند تتش فقال له لو ظفرت بي ما كنت صنعت قال كنت أقتلك فقال له أناأحكم عليك بما تحكم علي فقتله صبرا وسار نحو حلب وكان قد دخلهاإليه كربوقا وبوزان فحفظاها منها وحصرها تتش ولج في قتالها حتى ملكها سلمها إليه المقيم بقلعة الشريف ومنها دخل البلد وأخذهما أسيرين وأخذهما إلى حران والرها يسلمهما من بهما وكانتا لبوزان فامتنعوا من التسليم إليه فقتل بوزان وأرسل رأسه إليهم وتسلم البلدين
وأما كربوقا فإنهأرسله إلى حمص فسجنه بها إلى أ ن أخرجه الملك رضوان بعد قتل أبيه تتش وكان قسيم الدولة أحسن الأمراء سياسة لرعيته وحفظا لهم
وكانت بالده بين رخص عام وعدل شامل وأمن واسع وكان قد شرط على أهل كل قرية من بلاده متى أخذ عندهم قفل أو أحد من الناس غرم أهلها جميع ما يؤخذ من الأموال من قليل وكثير فكانت السيارة إذا بلغوا قرية من بلاده ألقوا رحالهم وناموا وحرسهم أهل القرية إلى أن يرحلوا فأمنت الطرق وأما وفاؤه وحسن عهده فيطفيه فخرا أنه قتل في حفظ وقت صاحبه وولي نعمته فلما ملك تتش حران والرها سار إلى الديار الجزيرة فملكها جميعها ثم ملك ديار بكر وخلاط وسار إلى أذربيجان فملك بلادها كلها ثم سار منها إلى همذان فملكها ورأى بها فخر الملك بن نظام الملك وكان بخراسان فسار منها إلى السلطان بركيارق ليخدمه فوقع عليه الأمير فماج وهو من عسكر محمود بن السلطان ملكشاه بأصبهان فنهب فخر الملك فهرب منه ونجا بنفسه فجاء إلى همذان فصادفه تتش بها فاراد قتله فشفع فيه باغيسيان وأشار عليه أن يستوزره لميل الناس إلى بيته فاستوزره وأرسل إلى بغداد يطلب الخطبة منا لخليفة المستظهر بالله وكان شحنته ببغداد أيتكين جب فلازم الخدمة بالديوان وألح في طلبها فأجيب إلى ذلك بعد أن سمعوا أن بركيارق قد انهزم من عسكر عمه تتش على ما نذكره
$ ذكر انهزام بركيارق من عمه تتش وملكه أصبهان بعد ذلك $
في هذه السنة في شوال انهزم بركيارق من عسكر عمه تتش وكان بركيارق

الصفحة 495