كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 497 @
صاحب الأمر قال علقمة بن عبد الرزاق العليمي قصدت بدر الجمالي بمصر فرأيت أشراف الناس وكبراءهم وشعراءهم على بابه قد طال مقامهم ولم يصلوا إليه قال فبينا أنا كذلك إذ خرج بدر يريد الصيد قخرج علقمة في أثره وأقام إلى أن رجع من صيده فلما قاربه وقف على نشز الأرض وأومأ برقعة في ديه وأنشأ يقول
( نحن التجار وهذه أعلاقنا ... در وجود يمينك المبتاع )
( قلب وفتشها بسمعك إنما ... هي جوهر يختاره الأسماع )
( كسدت علينا بالشآم تجارها ... قل النفاق تعطل الصناع )
( فأتاك يحملها إليك تجارها ... ومطيها الآمال والأطماع )
( حتى أناخوها ببابك والرجا ... من دونك السمسار والبياع )
( فوهبت مالم يعطه في دهره ... هرم ولا كعب ولا القعقاع )
( وسبقت هذا الناس في طلب العلا ... فالناس بعدك كلهم أتباع )
( يا بدر أقسم لوبك اعتصم الورى ... ولجوا إلأيك جميعهم ما ضاعوا )
وكتن على يد بدر بازي فألقاه وانفرد عن الجيش وجعل الأبيات وهو ينشدها إلى أن استقر في مجلسه ثم قال لجماعة غلمانه وخاصته من أحبني فليخلع على هذا الشاعر فخرج من عنده ومعه سبعون بغلا يحمل الخلع والتحف وأمر له بعشرة آلاف درهم فخرج من عنده وفرق كثيرا من ذلك الشعراء ولما مات بدر قام بما كان إلأيه ابنه الأفضل
$ ذكر وفاة المستنصر وولاية ابنه المستعلي $
في هذه السنة ثامن عشر ذي الحجة توفي المستنصر بالله أبو تميم معد بن أبي الحسن علي الظاهر لإعزاز دين الله العلوي صاحب مصر والشام وكانت خلافته ستين سنة وأربعة أشهر وكان عمره سبعا وستين سنة وهو الذي خطب له البساسيري في بغداد وقد ذكرنا ذلك وكان الحسن بن الصباح رئيسهذه الطائفة الإسماعيلية قد قصده في زي تاجر واجتمع به وخاطبه في إقامة الدعوة له ببلاد العجم فعاد ودعا الناس إليه سرا ثم أظهره وملك القلاع كما ذكرناه وقال المستنصر من إمامي بعدك فقال ابني نزر وهو أكبر أولاده الإسماعليلية إلى يومنا هذا يقولون بإمامة نزار

الصفحة 497