كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 498 @
ولقي المستنصر شدائد وأهوالا وانفتقت عليه الفتوق بديار مصر أخرج فيها أمواله وذخائره وقد أتيا على ذكرها هذا سنة سبع وستين وأربعمائة وغيرها
ولما مات ولي بعده ابنه أبو القاسم أحمد المستعلي بالله ومولده في المحرم سنة سبع وستين وأربعمائة
وكان عهد في حياته بالخلافة لابنه فخلعه الأفضل وبايع المستعلي بالله وسبب خلعه أن الأفضل ركب مرة أيام المستنصر ودخل دهليز القصر من باب الذهب راكبا وزار خارج والمجاز مظلم فلم يره الأفضل فصاح به نزار انزل يا أرمني كلب عن الفرس ما أقل أدبك فحقدها عليه فلما مات المستنصر خلعه خوفا منه على نفسه وبايع المستعلي فهرب نزار إلى الإسكندرية وبها ناصر الدولة أفتكين فبايعه أهل الإسكندرية وسموه المصطفى لدين الله فخطب الناس ولعن الأفضل وأعانه أيضا القاضي جلال الدولة بن عمار قاضي الإسكندرية فسار إليه الأفضل وحاصره بالإسكندرية فعاد عنه مقهوارا ثم ازداد عسكرا واسر إليه فحصره وأخذ أفتكين فقتله وتسلم المستعلي نزارا فبنى عليه حائطا فمات وقتل القاضي جلال الدولة بن عمار ومن أعانه
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة في ربيع الآخر رأى بعض اليهود بالغرب رؤيا أنهم سيطيرون فأخبر اليهود بذلك فوهبوا أموالهم وذخائرهم وجعلوا ينتظرون الطيران فلم يطيروا وصاروا صحكة بين الأمم وفي هذه الشهر كانت يالشام زلازل كثيرة متتابعة يطول مكثها إلا أنها لم يكن الهدم كثيرا
وفيها كانت الفتنة بين أهل نهر طابق وأهل باب الأوجا فاحترقت نهر طابق وصارت تلولا فلما احترقت عبر يمن صاحب الشرطة فقتل رجلا مستورا فنفر الناس منه وعزل في اليوم الثالث
وفيها توف يمحمد بن أبي هاشم الحسيني أمير مكة وقد جاوز سبعين سنة ولم يكن له ما يمدح به وكان قد نهب الحجاج سنة ست وثمانين وقتل منههم خلقا كثيرا
وفيها قي ربيع الأول قتل السلطان بركيارق عمه تكش وغرقه وقتل ولده معه

الصفحة 498