كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 499 @
وكان ملكشاه قد أخذ لما خرج عليه وكحله وحبسه بقلعة تكريت فلما ملك بركيارق أحضر إليه ببغداد وسار بمسيرة فظفر بملطفات إليه من أخيه تتش على اللحاق به
وقيل إنه أراد المسير إلى بلخ لأن أهلها كانوا يريدونه فقتله فلما غرق بقي بسر من رأى فحمل إلى بغداد عند قبر أبي حنيفة
وفيها في جمادى الآخرة كانت وقعة بين الأمير أنز وتورانشاه بن قاروت بك وكانت تركان خاتون الجلالية والدة محمود بن ملكشاه قد أرسلته في عسكر ليأخذ بلاد فارس من تورانشاه ولم يحسن أنز تدبير بلاد فارس فاستوحش منه الأجناد واجتمعوزا مع تورانشاه وهزموا أنز ومات تورانشاه بعد الكسرة بشهر من سهم أصابه فيها
وفيها استولى أصبهذ بن ساوتكين على مكة حرسها الله غنوة وهرب منها الأمير قاسم بن أبي هاشم العلوي صاحبها وأقام إلى شوال وجمع الأمير قاسم وكبسه بعسفان وجرى بينهما حرب في شوال من هذه السنة فانهزم أصبهذ ودخل قاسم إلى مكة ومضى أصبهذ إلى الشام وقدم إلى بغداد
وفيها في رجب أحرق شحنة بغداد وهو أتكين جب باب البصرة وسبب ذلك أن النقيب طراد الزينبي كان له كاتب يعرف بابن سنان فقتل فأنفذ النقيب إلى الشحنة يستدعي منه من يقيم السياسة فأنفذ حاجبه محمدا فرجمه أهل باب البصرة وأدموه فرجع إلى صاحبه فشكا إليه منهم فأمر أخاه بقصدهم ومعاقبتهم على فعلهم فسار إليهم في جماعة كثيرة وتبعهم أهل الكرخ فأحرقوا ونهبوا فأرسل الخليفة إلى الشحنة يأمره بالكف عنهم فكف
وفيها في رمضان توفيت تركان خلتون الجلالية بأصبهان وهي ابنة طفغاج خان وهو من نسل فراسياب التركي وكانت قد برزت من أصبهان لتسير إلى تاج الدولة ننش لتتصل به فمرضت وعادت وماتت وأوصت إلى الأمير أنز وإلى الأمير سرمز شحنة أصبهان بحفظ اللملكة لى ابنها محمود ولم يكن بقي بيدها سوى قصبة أصبهان ومعها عشرة آلاف فارس أتراك
وفيها في ذي القعدة توفي أبو الحسين بن الموصلايا كاتب ديوان الزمام ببغداد

الصفحة 499