كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)
@ 5 @
فلما فرغ من غزوته سير إليه الجيوش ليملكوا بلاده فلما دخلوا البلاد طلب والده أبو نصر الأمان فأجيب إلى ذلك وحمل إلى يمين الدولة فأكرمه واعتذر أبو نصر بعقوق ولده وخلافه عليه فأمره بالمقام بهراة متوسعا عليه إلى أن مات سنة اثنتين وأربعمائة
وأما ولده الشاه فإنه قصد ذلك الحصن الذي احتمى به على أبي علي فأقام به ومعه أمواله وأصحابه فحصره عسكر يمين الدولة في حصنه ونصبوا عليه المجانيق والحوا عليه بالقتال ليلا ونهارا فانهدمت أسوار حصنه وتسلق العسكر إليه فلما أيقن بالعطب طلب الأمان والعسكر يقاتله فلم يزل كذلك حتى أخذ أسيرا وحمل إلى يمين الدولة فضرب تأديبا له ثم أودع السجن إلى أن مات وكان موته قبل موت والده
ورأيت عدة مجلدات من كتاب التهذيب للأزهري في اللغة بخطه وعليه ما هذه نسخته يقول محمد بن أحمد بن الأزهري قرأ على الشار أبو نصر هذا الجزء من أوله إلى آخره وكتبه بيده صح فهذا يدل على إشتغاله وعلمه بالعربية فإن من يصحب مثل الأزهري ويقرأ كتابه التهذيب يكون فاضلا
$ ذكر انقراض دولة السامانية وملك الترك وما وراء النهر $
في هذه السنة انقرضت دولة آل سامان على يد محمود بن سبكتكين وأيلك الخان التركي واسمه أبو نصر أحمد بن علي ولقبه شمس الدولة فأما محمود فإنه ملك خراسان كما ذكرناه وبقي بيد عبد الملك بن نوح ما وراء النهر فلما انهزم من محمود قصد بخارى واجتمع بها هو وفائق وبكتوزون وغيرهما من الأمراء والأكابر فقويت نفوسهم وشرعوا في جمع العساكر وعزموا على العود إلى خراسان فاتفق أن مات فائق وكان موته في شعبان من هذه السنة فلما مات ضعفت نفوسهم ووهنت قوتهم فإنه كان هو المشار إليه من بينهم وكان خصيا من موالي نوح بن نصر
وبلغ خبرهم إلى ايلك الخان فسار في جمع الأتراك إلى بخارى وأظهر لعبد الملك المودة والموالاه والحمية له فطنوه صادقا ولم يحترسوا منه وخرج إليه بكتوزون وغيره من الأمراء والقواد فلما اجتمعوا قبض عليهم وسار حتى دخل بخارى يوم الثلاثاء عاشر ذي القعدة من هذه السنة فلم يدر عبد الملك ما يصنع لقلة عدده فاختفى ونزل ايلك الخان دار الإمارة وبث الطلب والعيون على عبد الملك حتى ظفر به فأودعه بأفكند فمات بها وكان آخر ملوك السامانية وانقضت دولتهم على يده
الصفحة 5
532