كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 504 @
رجالها وأرسل إليهم حران يطلبونهم ليسلموا إليها حران فسمع ذلك قراجة أميرها فاتهم ابن المفتي وكان هذا ابن المفتي قد اعتمد عليه تتش في حفظ البلد فأخذه أخيه فصلبهم ووصل الخبر إلى رضوان وقد اختلف جناح الدولة باغيسيان وأضمر كل واحد منهما الغدر بصاحبه فهرب جناح الدولة إلى حلب فدخلها واجتمع بزوجته أم الملك رضوان وسار رضوان وباغيسيان فعبر الفرات إلى حلب فسمعوا بدخول جناح الدولة إليها ففارق باغيسيان الملك رضوان وسار إلى أنطاكية ومعه أبو القاسم الخوارزمي وسار رضوان إلى حلب
وأما دقاق بن تتش فإنه كان قد سيره أبوه عمه السلطان ملكشاه ببغداد وخطب له ابنه السلطان وسار بعد وفاة السلطان مع خاتون الجلالية وابنهما محمد إلى أصبهان وخرج إلى السلطان بركيارق سرا وصار معه لحق بأبيه وحضر معه الوقعة التي قتل فيهما فلما قتل أبوه أخذ غلام لأبيع اسمه أيتكين الحلبي وسار به إلى حلب وأقام عنده أخيه الملك رضوان فراسله الأمير ساوتكين الخادم الوالي بقلعة دمشق سرا يدعوه ليملكه دمشق فهرب من حلب سرا وجد في السير فأرسل أخوه رضوان عدة من الخيالة فلم يدركوه فلما وصل إلى دمشق فرح به الخادم وأطهر الاستبشار ولقيه فلما دخلها أرسل باغيسيان يشير عليه بالتفرد بملك دمشق عن أخيه رضوان واتفق وصول معتمد الدولة طغدكين إلى دمشق ومعه جماعة من خواص تتش وعسكره وقد سلموا فإنه كان قد شهد الحرب مع صاحبه وأسر فبقي إلى الآن وخلص من الأسر فلما وصل إلى دمشق لقيه الملك دقاق وأرباب دولته وبالغوا في إكرامه وكان زوج والده دقاق فمال إليه لذلك وحكمه في بلاده وعملوا على قتل الخادم ساوتكين فقتلوه وسار إليهم باغيسيان من أنطاكية ومعه أبو القاسم الخوارزمي فجعله وزيرا لدقاق وحكمه في دولته
$ ذكر وفاة المعتمد عباد $
في هذه السنة توفي المعتمد بن عباد الذي كان صاحب الأندلس مسجونا باغمات المغرب وقد ذكرنا كيف أخذت بلاده منه سنة أربع وثمانين وأربعمائة فبقي مسجونا إلى الآن وتوفي
وكان من محاسن الدنيا كرما وعلما وشجاعة ورياسة تامة وأخباره مشهورة وآثاره مدونة وله أشعار حسنة فمنها ما قاله لما أخذه ملكه وحبس

الصفحة 504