كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 505 @
( سلت علي الخطوب سيوفها ... فجذذن منجسدي الحصيف الأمتنا )
( ضربت بها أيدي الخطوب وإنما ... ضربت رقاب الآملين بها المنايا )
( يا آملي العادات من نفحاتنا ... كفوا فإن الدهر كف أكفنا )
وله من قصيدة يصف القيد في رجله
( تعطف في ساقي تعطف أرقم ... يساورها عضا بأنياب ضيغم )
( وإني من كان الرجال بسيبه ... ومن سيفه في جنبه وجهنم )
وقال يوم عيد
( فيا مضى كنت بالأعياد مسرورا ... فصرت كالعبد في أغمات مأسورا )
( قد كان دهرك إن تأمر ممتثلا ... فردك الدهر منهيا ومأمورا )
( من بات بعدك في ملك يسر به ... فإنما بات بالأحللام مسرورا )
وكان أبو بكر بن اللبانة يأتيه وهو مسجون فيمدحه لا لجدوى ينالها منه بل رعلية لحقه وإحسانه القديم إليه
فلما توفي أتاه فوقف على قبره يوم عيد والناس عند قبور أهليهم وأنشد بصوت عال
( ملك الملوك أسامع فأنادي ... أم قد عداك عن الجواب عوادي )
( لما خلت منك القصور ولم تكن ... فيه كما قد كنت في الأعياد )
( فمثلت في هذا الثرى لك خاضعا ... وتخذت قبرك موضع الإنشاد )
وأخذ في إتمام القصيدة فاجتمع الناس كلهم عليه يبكون ولو أخذنا في تفصيل مناقبه ومحاسنه لطال الأمر فلنقف عند هذا
$ ذكر وفاة الوزير أبي شجاع $
في هذه السنة توفي الوزير أبو شجاع محمد بن الحسين عبد الله وزير الخليفة في جمادى الآخرة وأصله من روذروار وولد بلأهواز وقرأ الفقه إلى الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وكان عالما بالعربية وله تصانيف منها ذيل تجارب الأمم وكان عفيفا عادلا حسن السيرة كثير الخير والمعروف
وكان موته بمدينة رسول الله كان مجاورا فيها ولما حضر الموت أمر فحمل إلى مسجد النبي فوقف بالحضر وبكى

الصفحة 505