كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 506 @
وقال يا رسول الله قال الله عز وجل {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما} وقد جئت معترفا بذنوبي وجرائمي أرجوا شفاعتك وبكى فأكثر وتوفي من يومه ودفن عند قبر إبراهيم ابن النبي
$ ذكر الفتنة بنيسابور $
في هذه السنة في ذي الحجة جمع أمير كبير من أمراء خراسان جمعا كثيرا وسار بهم إلى نيسابور فحصرها فاجتمع أهلها وقاتلوه أشد قتال ولازم حصارهم نحو أربعين يوما فلما لم يجد له مطمعا فيها سار عنها في المحرم سنة تسع وثمانين فلما فارقها وقعت الفتنة بها بين الكرامية وسائر الطوائف من أهلها فقتل بينهم قتلى كثيرة وكان مقدم الشافعية أبا القاسم ابن إمام الحرمين أبي المعالي الجويني ومقدم الحنفية القاضي محمد بن أحمد بن صاعد وهما متفقان على الكرامية ومقدم الكرامية محممشاد فكان الظفر للشافعية والحنفية على لكرامية فخربت مدارسهم وقتل كثير منهم ومن غيرهم وكانت فتنة عظيمة
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة في ربيع الآخر شرع الخليفة في عمل سور على الحريم وأذن الوزير عميد الدولة بن جهير للعامة في التفرج والعمل فزينوا البلد وعملوا القباب وجدوا في عمارته
وفيها في شهر رمضان جرح السلطان بركيارق جرحه إنسان ستري له من أهل سجستان في عضده ثم أخذ الرجل وأعانه رجلان أيضا من أهل سجستان فلما ضرب الرجل الجارح اعترف ا هذين الرجلين وضعاه واعترفا بذلك فضربا الضرب الشديد ليقرا على من أمرهما بذلك فلم يقرا فقربا إلى الفيل ليجعلا تحت قوائمه وقدم أحدهما فقال اتركوني وأنا أعرفكم فتركوه فقال لصاحبه يا أخي لابد من هذه القتلة فلا تفضح أهل سجستان بإفشاء الأسرار فقتلاه
وفيها توجه الإمام أبو حامد الغزالي إلى الشام وزار القدس وترك التدريس في

الصفحة 506