كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 507 @
النظامية واستناب أخاه وتزهد ولبس الخشن وأكل الدون وفي هذه السفرة صنف إحياء علوم الدين وسمعه منه الخلق الكثير بدمشق وعاد إلى بغداد بعدما حج في السنة التالية وسار إلى خراسان
وفيها في ربيع الأول خطب لولي العهد أبي الفضل منصور بن المستظهر بالله
وفيها عزل بركيارق وزيره مؤيدا للملك بن نظام الملك واستوزره أخاه فخر الملك وسبب ذلم ان بركيارق لما هزم عمه تتش وقتله أرسل خادما ليحضر والدته زبيدة خاتون من أصبهان فاتفق مؤيد الملك مع جماعة من الأمراء وأشاروا عليه بتركهافقال لا أريد الملك إلا لها وبوجودها عندي فلما وصلت إليه وعلمت الحال تنكرت على مؤيد الملك وكان نجد الملك أبوالفضل البلاساني قد صحبها في طريقها وعلم أنه لا يتم له أمر مع مؤيد الملك وكان بين مؤيد الملك وأخيه فخر الملك تنكر ام السلطان على أخيه مؤيد الملك أرسل وبذل أموالا جزيلة في الوزارة فأجيب إلى ذلك وعزل أخيه ووليهو
وفي هذه السنة في جمادى الأولى توفي أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي الفقيه الحنبلي وكان عارفا بعدة علوم وكان قريبا من السلاطين
وفيها في رجب توفي أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون المعروف بابن الباقلاني وهو مشهور وموله سنة ست وأربعمائة
وفيها في شعبان توفي قاضي القضاة أبو بكر محمد بن المظفر الشاشي وكان من أصحاب أبي الطيب الطبري ولم يأخذ على القضاء أجرا وأقر الحق مقره ولم يحاب أحدا من خلق الله ادعى عنده بعض الأتراك على رجل شيئا فقال ألك بينة قال نعم فلان والمشطب الفقيه الفرغاني
فقال لا أقبل شهادة المشطب لأنه يلبس الحرير
فقال التركي فالسلطان ونظام الملك يلبسان الحرير فقال لو شهدا عندي على باقة بقل لم أقبل شهادتهما وولي القضاء بعده ابو الحسن علي بن قاضي القضاة أبي عبد الله محمد الدامغاني
وفيها مات القاضي أبو يوسف عبد السلام بن محمد القزويني ومولده سنة إحدى عشرة وأربعمائة وكان مغاليا في الاعتزال وقيل كان زيدي المذهي

الصفحة 507