كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 57 @
في العساكر وجعل عند أثقالهم من يحميها وتقدم إلى قتال هلال فلما رأى هلال صعوبة الأمر ندم وعلم أن أبا عيسى بن شاذي فندم على قتله
ثم أرسل إلى فخر الملك يقول له ( ( إني ما جئت لقتال وحرب إنما جئت لأكون قريبا منك وأنزل على حكمك فترد العسكر عن الحرب فإنني أدخل في الطاعة ) ) فمال فخر الملك إلى هذا القول وأرسل الرسول إلى بدر ليخبره بما جاء به
فلما رأى بدر الرسول سبه وطرده وأرسل إلى فخر الملك يقول ( ( إن هذا مكر من هلال لما رأى ضعفه والرأي أن لا تنفس خناقه ) ) فلما سمع فخر الملك الجواب قويت نفسه وكان يتهم بدر في الميل إلى ابنه وتقدم إلى الجيش بالحرب فقاتلوا
فلم يكن بأسرع من أن أتي بهلال أسيرا
فقبل الأرض وطلب أن لا يسلمه إلى أبيه فأجابه إلى ذلك وطلب علامته بتسليم القلعة فأعطاهم العلامة فامتنعت أمه ومن بالقلعة من التسليم وطلبوا الأمان فأمنهم فخر الملك
وصعد القلعة ومعه أصحابه ثم نزل منها وسلمها إلى بدر
وأخذ ما فيها من الأموال وغيرها وكانت عظيمة قيل كان بها أربعون الف بدرة دراهم وأربعمائة بدرة ذهبا سوى الجواهر النفيسة والثياب والسلاح وغير ذلك
وأكثر الشعراء من ذكر هذا فممن قال مهيار
( فظنوك تعبأ بحمل العراق ... كأن لم يروك حملت الجبالا )
( ولو لم تكن في العلو السماء ... لما كان غنمك منها هلالا )
( سريت إليه فكنت السرار ... له ولبدر أبيه كمالا )
وهي كثيرة
$ ذكر عود المؤيد إلى إمارة الأندلس وما كان منه $
قد ذكرنا سبب خلعه وحبسه فلما كان هذه السنة أعيد إلى خلافته واسمه هشام بن الحاكم بن عبد الرحمن الناصر وكان عوده تاسع ذي الحجة
وكان الحكم في دولته هذه إلى واضح العامري وأدخل أهل قرطبة إليه فوعدهم ومناهم
وكتب إلى البربر الذين مع سليمان بن الحاكم بن سليمان بن عبد الرحمن الناصر ودعاهم إلى طاعته والوفاء ببيعته فلم يجيبوه إلى ذلك
فأمر أجناده وأهل قرطبة بالحذر والاحتياط فأحبه الناس
ثم نقل إليه أن نفرا من الأمويين بقرطبة قد كاتبوا سليمان

الصفحة 57