كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 59 @
وقتل في شعبان سنة إحدى وأربعمائة
ثم إن أهل قرطبة قاتلوا في بعض الأيام البربر فقتل منهم خلق كثير وغرق في النهر مثلهم فرحلوا عنها
وساروا إلى إشبيلية فحصروها
فأرسل المؤيد إليها جيشا فحماها ومنع البربر عنها
وراسل سليمان نائب المؤيد بسرقسطة وغيرها يدعوهم إليه فأجابوه وأطاعوه
فسار البربر وسليمان عن إشبيلية إلى قلعة رباح فملكوها وغنموا ما فيها واتخذوها دارا ثم عادوا إلى قرطبة فحصروها وقد خرج كثير من أهلها وعساكرها من الجوع والخوف واشتد القتال عليها وملكها سليمان عنوة وقهرا وقتلوا من وجدوا في الطريق ونهبوا البلد وأحرقوه فلم تحصى القتلى لكثرتهم
ونزل البربر في الدور التي لم تحرق
فنال أهل قرطبة من ذلك ما لم يسمع بمثله
وأخرج المؤيد من القصر وحمل إلى سليمان
ودخل سليمان قرطبة منتصف شوال سنة ثلاث وأربعمائة وبويع له بها
ثم إن المؤيد جرى له مع سليمان أقاصيص طويلة ثم خرج إلى شرق الأندلس من عنده وكان ممن قتل في هذا الحصر أبو الوليد بن الفرضي مظلوما رحمه الله
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة أرسل الحاكم بأمر الله من مصر إلى المدينة ففتح بيت جعفر الصادق وأخرج منه مصحف وسيف وكساء وقعب وسرير
وفيها نقص الماء بدجلة حتى أصلحت ما بين أوانا وقريب بغداد حتى جرت السفن فيها
وفيها مرض أبو محمد بن سهلان فاشتد مرضه فنذر إن عوفي بنى سورا على مشهد أمير المؤمنين علي عليه السلام فعوفي فأمر ببناء سور عليه فبني

الصفحة 59