كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)
@ 6 @
كأن لم تغن بالأمس كدأب الدول قبلها إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار وحبس معه أخوه أبو الحرث منصور بن نوح الذي كان في الملك قبله وأخواه أبو إبراهيم إسماعيل وأبو يعقوب ابناء نوح وأعمامه أبو زكريا وأبو سليمان وغيرهم من آل سامان وأفراد كل واحد منهم في حجرة وكانت دولتهم قد انتشرت وطبقت كثيرا من الأرض من حدود جلوان إلى بلاد الترك بما وراء النهر وكانت من أحسن الدول سيرة وعدلا وهذا عبد الملك هو عبد الملك بن نوح بن منصور بن نوح بن نصر بن أحمد بن إسماعيل كلهم ملكوا
وكان منهم من ليس مذكورا وكان من ليس مذكورا في هذا النسب عبد الملك بن نوح المذكور
وكان منهم أيضا منصور بن نوح بن منصور أخو عبد الملك هذا الأخير الذي زال الملك في ولايته ولي قبله
$ ذكر ملك بهاء الدولة فارس وخوزستان $
في هذه السنة دخل الديلم الذين مع أبي علي بن أستاذ هرمز بالأهواز في طاعة بهاء الدولة وكان سببب ذلك أن ابني بختيار لما قتلا صمصام الدولة كما تقدم وملكا بلاد فارس كتبا إلى أبي علي بن أستاذ هرمز بالخبر ويذكران تعويلهما عليه و اعتضادهما به ويأمرانه بأخذ اليمين لهما على من معه من الديلم والمقام بمكانه والجد بمحاربة بهاء الدولة فخافهما أبو علي لما كان أسلفه إليهما من قبل أخويهما وأسرهما فجمع الديلم الذين معه و أخبرهم الحال و استشارهم فيما يفعل
فأشاروا بطاعة ابني بختيار و مقاتلة بهاء الدولة فلم يوافقهم على ذلك ورأى أن يراسل بهاء الدولة ويستمليه ويحلفه لهم فقالوا إنا نخاف الأتراك وقد عرفت ما بيننا وبينهم فسكت عنهم وتفرقوا ) )
وراسله بهاء الدولة بتسليمه ويبذل له وللديلم الأمان والإحسان وترددت الرسل
وقال بهاء الدولة ( ( إن ثأري وثأركم عند من قتل أخي فلا عذر لكم في التخلف عن الأخذ بثأره ) ) واستمال الديلم فأجابوه إلى الدخول في طاعته وأنفذوا جماعة من أعيانهم إلى بهاء الدولة فحلفوه واستوثقوا منه وكتبوا إلى أصحابهم المقيمين بالسوس بصورة الحال وركب بهاء الدولة من الغد إلى باب السوس وجاء أن يخرج من فيه إلى طاعته فخرجوا إليه في السلاح وقاتلوه قتالا شديدا لم يقاتلوا مثله
الصفحة 6
532