كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 64 @

$ ذكر الحرب بين بني مزيد وبين دبيس $
كان أبو الغنائم محمد بن مزيد مقيما عند بني دبيس في جزيرتهم بنواحي خوزستان لمصاهرة بينهم
فقتل أبو الغنائم أحد وجوههم ولحق بأخيه أبي الحسن علي بن مزيد فتبعوه فلم يدركوه وانحدر إليهم سند الدولة أبو الحسن بن مزيد في ألفي فارس واستنجد عميد الجيوش فانحدر إليه عجلا في زبزبة في ثلاثين ديلميا
وسار ابن مزيد إليهم فلقيهم واقتتلوا
فقتل أبو الغنائم وانهزم ابو الحسن بن مزيد فوصل الخبر بهزيمته الى عميد الجيوش وهو منحدر
فعاد
$ ذكر وفاة عميد الجيوش وولاية فخر الملك العراق $
في هذه السنة توفي عميد الجيوش أبو علي بن أستاذ هرمز ببغداد
وكانت ولايته ثمان سنين وأربعة أشهر وسبعة عشر يوما وكان عمره تسعا وأربعين سنة
وتولى تجهيزه ودفنه الشريف الرضي دفنه بمقابر قريش ورثاه الرضي وغيره وكان أبوه أبو جعفر أستاذ هرمز من حجاب عضد الدولة
وجعل عضد الدولة عميد الجيوش في خدمة ابنه صمصام الدولة
فلما قتل اتصل بخدمة بهاء الدولة
فلما استولى الخراب على بغداد وظهر العيارون وانحلت الأمور بها أرسله إليها فأصلح الأمور وقمع المفسدين وقتلهم فلما مات استعمل بهاء الدولة مكانه بالعراق فخر الملك أبا غالب
فأصعد إلى بغداد فلقيه الكتاب والقواد وأعيان الناس وزينوا له البلاد ووصل بغداد في ذي الحجة ومدحه مهيار وغيره من الشعراء
ومن محاسن أعمال عميد الجيوش أنه حمل إليه مال كثير قد خلفه بعض التجار المصريين وقيل له ليس للميت وارث فقال ( ( لا يدخل خزانة السلطان ما ليس لها يترك إلى أن يصح خبره ) )
فلما كان بعد مدة جاء أخ للميت بكتاب من مصر بأنه مستحق للتركة فقصد باب عميد الجيوش ليوصل الكتاب فرآه يصلي على روشن داره فظنه بعض الحجاب فأوصل الكتاب اليه فقضى حاجته فلما علم التاجر أن الذي أخذ الكتاب كان عميد

الصفحة 64