@ 68 @
صالح قد تزوج بابنة عم له تسمى جابرة وكانت جميلة فوصفت لابن لؤلؤ فخطبها إلى ابن أختها وكانوا في حبسه فذكروا له أن صالحا قد تزوجها فلم يقبل منهم وتزوجها ثم أطلقهم وبقي صالح بن مرداس في الحبس فتوصل حتى صعد من السور وألقى نفسه من أعلى القلعة إلى تلها واختفى في مسيل ماء
ووقع الخبر بهربه فأرسل ابن لؤلؤ الخيل في طلبه فعادوا ولم يظفروا به فلما سكن عنه ا لطلب سار بقيده ولبنة حديد في رجليه حتى وصل قرية تعرف بالياسرية فرأى أناسا من العرب فعرفوه وحملوه إلى أهله بمرجدابق فجمع ألفي فارس فقصد حلب وحاصرها اثنين وثلاثين يوما فخرج إليه بن لؤلؤ وقاتله فهزمهم صالح وأسر ابن لؤلؤ وقيده بقيده الذي كان في رجله ولبنته وكان لابن لؤلؤ أخ فنجا وحفظ مدينة حلب
ثم ان ابن لؤلؤ بذل لابن مرداس مالا على أن يطلقه فلما استقر الحال بينهما أخذ رهائنه وأطلقه فقالت أم صالح لابنها ( ( قد أعطاك الله مالا كنت تأمله فإن رأيت أن تتم صنيعك بإطلاق الرهائن فهو المصلحة فإنه إن اراد الغدر بك لا يمنعه من عندك فأطلقهم ) )
فلما دخل البلد حمل ابن لؤلؤ اليه أكثر مما استقر
وكان قد قرر عليه مائتا ألف دينار ومائة ثوب وإطلاق كل اسير عنده من بني كلاب
فلما انفصل الحال ورحل صالح أراد ابن لؤلؤ قبض غلامه فتح وكان دزدار القلعة لأنه اتهمه بالممالأة على الهزيمة وكان خلاف ظنه
فأطلع على ذلك غلاما له اسمه سرور وأراد أن يجعله مكان فتح فأعلم سرور بعض أصدقائه يعرف بابن غانم
وسبب إعلامه أنه حضر عنده وكان يخاف ابن لؤلؤ لكثرة ماله فشكا إلى سرور ذلك
فقال له سيكون أمر تأمن معه فسأله فكتمه فلم يزل يخدعه حتى أعلمه الخبر
وكان بين ابن غانم وبين فتح مودة فصعد إليه بالقلعة متنكرا فأعلمه الخبر وأشار عليه بمكاتبة الحاكم صاحب مصر
وأمر ابن لؤلؤ أخاه أبا الجيش بالصعود إلى القلعة بحجة افتقاد الخزائن فإذا صار فيها قيض على فتح وأرسل إلى فتح يعلمه أنه يريد افتقاد الخزائن ويأمره بفتح الأبواب فقال فتح ( ( إنني قد شربت اليوم دواء واسأل تأخير الصعود في هذا اليوم فإنني لا أثق في فتح الأبواب لغيري ) )
وقال للرسول ( ( إذا لقيته فاردده ) )
فلما علم ابن لؤلؤ الحال أرسل والدته إلى فتح
ليعلم سبب ذلك
فلما صعدة إليه أكرمها وأظهر لها الطاعة فعادت وأشار على ابنها بترك محاققته ففعل
وأرسل إليه يطلب جوهرا كان له بالقلعة فغالطه فتح ولم