كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 70 @
إلى حلب في عالم كثير فخرج أهلها فحاربوهم فهزموهم ونهبوا أموالهم وعادوا إلى أنطاكية
وبقي شبل الدولة مالكا لحلب إلى سنة تسع وعشرين وأربعمائة
فارسل إليه الدزبري العساكر المصرية وصاحب مصر حينئذ المستنصر بالله فلقيهم عند حماه فقتل في شعبان
وملك الدزبري حلب في رمضان سنة تسع وعشرين وملك الشام جميعه وعظم أمره وكثر ماله وارسل يستدعي الجند الأتراك من البلاد
فبلغ المصريين عنه أنه عازم على العصيان فتقدموا إلى أهل دمشق بالخروج عن طاعته ففعلوا فسار عنها نحو حلب في ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وتوفي بعد ذلك بشهر واحد
وكان أبو علوان ثمال بن صالح بن مرداس الملقب بمعز الدولة بالرحبة
فلما بلغه موت الدزبري جاء إلى حلب فملكها تسليما من أهلها وحصر امرأة الدزبري وأصحابه بالقلعة أحد عشر شهرا وملكها في صفر ستة أربع وثلاثين
فبقي فيها الى سنة أربعين
فأنفذ المصريون إلى محاربته أبا عبد الله بن ناصر الدولة بن حمدان فخرج أهل حلب إلى حربه فهزمهم واختنق منهم بالباب جماعة
ثم إنه رحل عن حلب وعاد إلى مصر وأصلبهم سيل ذهب بكثير من دوابهم وأثقالهم فأنفذ المصريون إلى قتال معز الدولة خادما يعرف برفق
فخرج إليه في أهل حلب فقاتلوه فانهزم المصريون وأسر رفق ومات عندهم وكان أسره سنة إحدى وأربعين في ربيع الأول
ثم إن معز الدولة بعد ذلك أرسل الهدايا إلى المصريين وأصلح أمره معهم ونزل لهم عن حلب فأنفذوا إليها أبا علي الحسن بن علي بن ملهم ولقبوه مكين الدولة فتسلمها من ثمال في ذي القعدة سنة تسع وأربعين
وسار ثمال إلى مصر في ذي الحجة وسار أخوه أبو ذؤابة عطية بن صالح إلى الرحبة وأقام ابن ملهم بحلب
فجرى بين بعض السودان وأحداث حلب حرب وسمع ابن ملهم أن بعض أهل حلب قد كاتب محمود بن شبل الدولة نصر بن صالح يستدعونه ليسلموا البلد إليه فقبض على جماعة منهم
وكان منهم رجل يعرف بكامل بن نباتة فخاف فجلس يبكي
وكان يقول لكل من سأله عن بكائه ( ( إن أصحابنا الذين أخذوا قد قتلوا وأخاف على الباقين ) )
فاجتمع أهل البلد واشتدوا وراسلوا محمودا وهو منهم على مسير يوم يستدعونه وحصروا ابن ملهم وجاء

الصفحة 70