كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 76 @
منوجهر وخوفوه من أبيه مثل ما جرى لهلال بن بدر مع ابيه وقالوا له ( ( مهما كان والدك في الحياة لا نأمن نحن ولا أنت ) ) واستأذنوه في قتله
فلم يرد عليهم جوابا
فمضوا إليه إلى الدار التي هو فيها وقد دخل إلى الطهارة متخففا
فأخذوا ما عنده من كسوة وكان الزمان شتاء وكان يستغيث أعطوني ولو جلد دابة فلم يفعلوا فمات من شدة البرد
وجلس ولده للعزاء ولقب القادر بالله منوجهر فلك المعالي ثم إن منوجهر راسل يمين الدولة ودخل في طاعته وخطب له على منابر بلاده وخطب إليه أن يزوجه بعض بناته ففعل
فقوى جنانه وشرع في التدبير على أولئك الذين قتلوا أباه فأبادهم بالقتل والتشريد
وكان قابوس غزير الأدب وافر العلم له رسائل وشعر حسن وكان عالما بالنجوم وغيرها من العلوم فمن شعره
( قل للذي بصروف الدهر عيرنا ... هل عاند الدهر إلا من له خطر )
( أما ترى البحر يطفو فوقه جيف ... وتستقر بأقصى قعره الدرر )
( فان تكن نشبت أيدي الخطوب بنا ... ومسنا من توالي صرفها ضرر )
( ففي السماء نجوم غير ذي عدد ... وليس يكسف إى الشمس والقمر )
$ ذكر موت أيلك الخان وولاية أخيه طغان خان $
في هذه السنة توفي أيلك الخان وهو يتجهز للعود إلى خراسان ليأخذ بثأره من يمين الدولة
وكاتب قدرخان وطغان خان ليساعداه على ذلك
فلما توفي ولي بعده أخوه طغان فراسل يمين الدولة وصالحه
وقال له ( ( المصلحة للإسلام والمسلمين أن تشتغل أنت بغزو الهند و أشتغل أنا بغزو الترك و أن يترك بعضنا بعضا ) )
فوافق ذلك هواه فأجابه إليه
وزال الخلاف واشتغلا بغزو الكفار
وكان أيلك الخان خيرا عادلا حسن السيرة محبا للدين وأهله معظما للعلم وأهله محسنا إليهم

الصفحة 76