@ 81 @
بمحاربتهم
فسار إليهم وأوقع بنهر الرمان
وأسر محمد بن ثمال وجماعة معه ونجا سلطان وأدخل الأسرى إلى بغداد مشهرين وحبسوا
وهب على المنهزمين من بني خفاجة ريح شديدة حارة فقتلت منهم نحو خمسمائة رجل وأفلت منهم جماعة ممن كانوا أسروا من الحجاج
وكانوا يرعون إبلهم وغنمهم فعادوا إلى بغداد فوجد بعضهم نساءهم قد تزوجن وولدن واقتسمت تركاتهم
$ ذكر استيلاء طاهر بن هلال على شهرزور $
قد ذكرنا حال شهرزور وأن بدر بن حسنويه سلمهما إلى عميد الجيوش فجعل فيها نوابه
فلما كان الآن سار طاهر بن هلال بن بدر إلى شهرزور وقاتل من بها من عسكر فخر الملك وأخذها منهم في رجب
فلما سمع الوزير الخبر أرسل إلى طاهر يعاتبه ويأمره بإطلاق من أسر من أصحابه ففعل
ولم تزل شهرزور بيد طاهر إلى أن قتله أبو الشوك وأخذها منه وجعلها لأخيه مهلهل
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة سار أبو الحسن علي بن مزيد الأسدي إلى الشوك على عزم محاربته فاصطلحها من غير حرب وتزوج ابنه أبو الأغردبيس بن علي باخت أبي الشوك
وفيها توفي القاضي أبو الحسن علبي بن سعيد الإصطخري وهو شيخ من شيوخ المعتزلة ومشهور بهم وكان عمره قد زاد على ثمانين سنة وله تصانيف في الرد على الباطنية 82
$ ثم دخلت سنة خمس وأربعمائة $
$ ذكر غزوة تانشير $
قد ذكر ليمين الدولة أن بناحية تانشير فيله الصليمان الموصوفة في الحرب وأن صاحبها غال في الكفر والطغيان و العناد للمسلمين
فعزم على غزوه في عقر داره وأن يذيقه شربة من كأس قتاله
فسار في الجنود والعساكر والمتطوعة فلقي في طريقه وأودية بعيدة القعر وعرة المسالك وقفارا فسيحة الأقطار والأطراف بعيدة الأكناف والماء بها قليل فلقوا شدة وقاسوا مشقة إلى أن قطعوها
فلما قابوا مقصدهم لقوا نهرا شديد المجرية صعب المخافضة وقد وقف صاحب تلك البلاد على طرفه يمنع من عبوره ومعه عساكره وفيلته التي كان يدل بها فأمره يمين الدولة شجعان عسكره بعبور النهر وأشغال الكافر بالقتال ليتمكن باقي العسكر من العبور ففعلوا ذلك
وقاتلوا الهنود وشغلوهم عن حفظ النهر حتى عبر سائر العسكر بالمخاضات وقاتلوهم من جميع جهاتهم إلى لآخر النهار
فانهزم الهند وظفر المسلون وغنموا ما معهم من أموال وفيلة وعادوا إلى غزنة موفورين ظافرين
$ ذكر قتل بدر بن حسنويه وإطلاق ابنه هلال وقتله $
في هذه السنة قتل بدر بن حسنويه أمير الجبل
وكان سبب قتله أنه سار إلى الحسين بن مسعود الكردي ليملك عليه بلاده فحصره بحصن كوسحد فضجر أصحاب بدر منه لهجوم الشتاء فعزموا على قتله فأتاه بعض خواصه وعرفه ذلك فقال ( ( فمن هم الكلاب حتى يفعلوا ذلك ) )
وأبعدهم فعاد إليه فلم يأذن له فقال له من وراء الخركاه الذي أعلمتك قد قوي العزم عليه فلم بلتفت إليه فخرج فجلس على تل فثاروا به فقتله طائفة منهم تسمى الجورقان
ونهبوا عسكره وتركوه وساروا
فنزل الحسين بن