كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 8)

@ 9 @

$ ذكر ملك الحاكم طرابلس الغرب وعودها إلى باديس $
كان لباديس نائب بطرابلس الغرب فكاتب الحاكم بأمر الله بمصر وطلب أن يسلم إليه طرابلس ويلتحق به فأرسل إليه الحاكم يأنس الصقلي وكان خصيصا بالحاكم وهو المتولي لبلاد برقة فوصل يأنس وتسلم طرابلس وأقام بها وذلك سنة تسعين فأرسل باديس إلى يأنس يسأله عن سبب وصوله إلى طرابلس وقال له إن كان الحاكم استعملك عليها فارسل العهد لاقف عليه فقال يأنس إنما أرسلني معينا ونجدة إن احتيج إلي ومثلي لا يطلب منه عهدا بولاية لمحلي من دولة الحاكم
فسير إليه جيشا فلقيهم يأنس خارج طرابلس فقتل في المعركة وانهزم أصحابه ودخلوا طرابلس فتحصنوا بها وكان قد قتل منهم في المعركة كثير ونزل عليهم الجيش وحصرهم وأرسلوا إلى الحاكم يستمدونه فجهز جيشا عليهم يحيى بن علي الأندلسي وسيرهم إلى طرابلس وأطلق لهم مالا على برقة فلم يجد يحيى فيها مالا فاختلفت حاله
فسار إلى فلفل وكان قد دخل إلى طرابلس واستولى عليها فأقام معه فيها واستوطنها من ذلك الوقت وسنذكر باقي خبرهم سنة ثلاث وتسعين
وفي سنة إحدى وتسعين سار ماكسن بن زيري عم أبي باديس إلى أشير وبهاء ابن أخيه حماد بن يوسف بلكين فكان بينهما حرب شديدة قتل فيها ماكسن وأولاده محسن وباديس وحباسة
وتوفي زيري بن عطية بعد قتل ماكسن بتسعة أيام
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة عاشر ربيع الأول انقض كوكب عظيم ضحوة نهار
وفيها عمل أهل باب البصرة يوم لسادس والعشرين من ذي الحجة زينة عظيمة وفرحا كثيرا وكذلك عملوا ثامن عشر المحرم مثل ما يعمل الشيعة في عاشوراء
وسبب ذلك أن الشيعة بالكرخ كانوا ينصبون القباب وتعلق الثياب للزينة اليوم الثامن عشر من ذي الحجة وهو يوم الغدير
وكانوا يعملون يوم عاشوراء من المأتم والنوح وإظهار الحزن ما هو مشهور
فعمل أهل باب البصرة في مقابل ذلك بعد يوم الغدير يثمانية أيام مثلهم وقالوا هو يوم دخل النبي
وأبو بكر رضي الله عنه الغار

الصفحة 9