كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 8)

صفحة رقم 8
صنفت هذه الكتاب وما ألوت فيها جهداً وإني لأعلم أن فيها الخطأ لأن الله تعالى يقول : ( ) ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ( ) [ النساء : 82 ] ولما كان التقدير : فكان منه سبحانه المبدأ ، عطف عليه قوله : ( وإليه ) أي وحده ) المصير ) أي بعد البعث بعين القدرة التي قدر بها على البدأة فمن كان على الفطرة الأولى لم يغيرها أدخله الجنة ، ومن كان قد أفسدها فجعل روحه نفساً بما طبعها به من حيث جسده أدخله النار ، وفي الدنيا أيضاً بانفراده بالتدبير ، فلا يكون من الملك والسوقة إلا ما يريد ، لا ما يريد ذلك المريد الفاعل .
التغابن : ( 4 - 5 ) يعلم ما في. .. . .
) يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمُ بِذَاتِ الصُّدُورِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( ( )
ولما تقرر بما مضى إحاطة قدرته بما دل على ذلك من إبداعه للخلق على هذا الوجه المحكم وشهد البرهان القاطع بأن ذلك صنعه وحده ، لا فعل فيه لطبيعة ولا غيرها ، دل على أن ذلك بسبب شمول علمه إلى إلى أن من لم يكن تام العلم فهو ناقص القدرة فقال : ( والأرض ( ولما ذكر حال الظرف على وجه يشمل المظروف ، وكان الاطلاع على أحوال العقلاء أصعب ، قال مؤكداً بإعادة العامل : ( ويعلم ) أي على سبيل الاستمرار ) ما تسرون ) أي حال الانفراد وحال الخصوصية مع بعض الإفراد .
ولما كانت لدقتها وانتشارها بحيث ينكر بعض الضعفاء الإحاطة بها ، وكان الإعلان ربما خفي لكثرة لغط واختلاط أصوات ونحو ذلك أكد فقال : ( وما تعلنون ( من الكليات والجزيئات خلافاً لمن يقول : يعلم الكليات الكليات خاصة .
ولما ذكر حال المظروف على وجه يشمل ظروفه وهي الصدور ، وكان الإضمار تعظيماً : ( والله ) أي الذي له الإحاطة التامة لكل كمال ) عليم ) أي بالغ العلم ) بذات ) أي صاحبة ) الصدور ( من الأسرار والخواطر التي لم تبرز إلى الخارج

الصفحة 8