كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية (اسم الجزء: 8)

مثلا إن الناظم قد حصر حذف صلة الضمير في شيئين وهما الوقف
والاضطرار في الوصل وهذا غير صحيح بل تُحذف أيضا اختيارا في
الوصل بعد الساكن وإنما يصح ما زعم من الحصر في الضمير الذي قبله
متحرك بالأصل خاصة فهناك لا تُحذفُ صلته في المشهور إلا في الوقف أو
في الاضطرار فاقتضى كلامه أن الضمير إذا سكن ما قبله لفظا أو أصلا
فإنما يُحذف لأحد هذين الأمرين وليس كذلك ولا أجد الآن عن هذا جوابا!
والضرورة هنا إنما تعلقت منه نصا بالواو والياء لأنه قال «وَاحْذِفْ
لِوَقْفٍ فِي سِوَى اضْطِرَارِ ... صِلَةَ غَيْرِ الْفَتْحِ» فخرجت صلة الفتح عن دعوى
الضرورة فيها وهكذا ينبغي أن يكون فإنه لم يأت حذفُ صلة الفتح في
ضرورة ولا غيرها وإنما جاء في لغة طيّئ* حذفها ونقل حركة الضمير
إلى ما قبله قال خطيب وفد طيئ «بالفضل ذو فضلكم الله بِهْ والكرامة
ذاتِ أكرمكم الله بَهْ**» أراد بها وهذا ليس بضرورة ولا اعتراض بها
أيضا على الناظم لِقلَّتها

والمسألة الثانية إطلاقُه لفظ الصلة قد يُفهم أنها زائدة على الضمير لا
جزءٌ منه لأن حقيقة الصلة ما وُصِل بالشيء ولا يكون ذلك إلا من انفصال
والمسألة مختلف فيها على الجملة على ما أذكره لك
[18]

الصفحة 18