كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية (اسم الجزء: 8)

وقوله «فِي سِوَى اضْطِرَارِ» أدخل فيه حرف الجر على «فِي» وقد
تقدم أن ذلك مذهبه وأنه ليس بضرورة خلافًا لما يقوله سيبويه من
اختصاصه بالضرورة

* * *

وَأَشْبَهَتْ إِذًا مُنَوَّنًا نُصِبْ ... فَأَلِفًا فِي الْوَقْفِ نُونُهَا قُلِبْ

ذكر هنا حكم الوقف على إذًا وكان غير لازم له ذكرُ الأحرف المفردة
التي لا نظير لها في الحكم المذكور ولا يشمل الحكم جملةً منها كما جرى
من عادته إذا** لا يذكر المختصرُ إلا القواعد الكلية والمسائل الشهيرة لا
الشواذ والحروف المنفردة إلا بالتبَعِ وهذا ليس كذلك بل ذكَرَ إذًا ذكرًا
مقصودا لكن وجه ذلك والله أعلم أنّ إذًا من الأدوات الشهيرة الكثيرة
الاستعمال جدا إذ هي حرف جواب وجزاء فقلما يخلو كلام بين متخاطبين فيه
طول منها وأيضا هي مع ذلك تستلزم كثيرا الوقف عليها كما إذا أردت جواب
مخاطبك فقلت له (فلا إذا) أو (فنعم إذا) كما قال النبي عليه السلام
(أينقص الرُّطبُ* إذا جَفَّ؟ ) قالو نعم قال (فلا إذَا) حين سألوه عن
بيع الرُّطَب بالتمر. وفي كلام العرب من ذلك كثيرٌ تقع فيه إذًا موقوفًا عليها
[24]

الصفحة 24