كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية (اسم الجزء: 8)

يعني أنّ هذا الشبه حصل في إذًا فحكم لإذًا بحكم ما شبهت به كما
تقول في رأيت زيدن رأيت زيدا فكذلك تقول في أكرمك إذَنْ أكرمك إذا
ووجهُ الشبه بينهما من جهة اللفظ ومن جهة الاستعمال فأما من جهة اللفظ
فإن كل واحد منهما آخره نون ساكنةٌ لحقت الكلمة فاصلة لها عن غيرها لأنها
آخر في كل منهما وأما من جهة الاستعمال فلأن كلا منهما يصح الوقوفُ
عليه مع تمام الكلام فتقول أكرمك إذا كما تقول أكرم زيدا وبهذا
المعنى خالفت سائر الحروف إذْ كانت لا يوقف عليها استقلالا إلا ما
ليس آخره النون كبلى ونعم ولا فلما كانت كذلك عُوملت في الوقف معاملة ما
أشبهته وهذا هو الذي اعتبر الناظمُ وقد اعتبر ابن جني أيضا شبهها بما
آخره نون التوكيد الخفيفة كقوله {لنسفعا بالناصية} وهو صحيح
أيضا ولابن جني في «سر الصناعة» في هذا المعنى كلامٌ طويل من
أحبه طالعه هنالك

* * *

وَحَذْفُ يَا الْمَنْقُوصِ ذِي التَّنْوِينِ مَا ... لَمْ يُنْصَبَ اوْلَى مِنْ ثُبُوتٍ فَاعْلَمَا
وَغَيْرُ ذِي التَّنْوِينِ بِالْعَكْسِ، وَفِي ... نَحْوِ مُرٍ لُزُومُ رَدِّ الْيَا اقْتُفِيْ
[26]

الصفحة 26