كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية (اسم الجزء: 8)

فيها إذ صارت كهاء الإضمار نحو منه وعنه وعليه يجوز ذلك فيها من
حيث جاز فيها التحريك مع حذف الصلة أما في اللغة المشهورة فلا بد من
السكون هذا هو المشهور المعمولُ به عنده وأصله لسيبويه إذ نص على أن
ميم الجميع إذا حذفت بعدها الواو والياء سكنت وبين أن وجه الحذف
الاستثقال باجتماع الضمتين مع الواو في نحو عليكمو مال أو الكسرتين مع
الياء في نحو بهمي داء وقرر هذا المعنى ثم قال «وأسكنوا الميم
لأنهم لما حذفوا الياء والواو كرهوا أن يدعوا بعدها شيئا منهما إذ كانتا
تحذفان استثقالا فصارت الضمة بعدها نحو الواو ولو فعلوا ذلك لاجتمع
في كلامهم أربع متحركات ليس معهن ساكن نحو رسلكم وهو
يكرهون هذا؛ ألا ترى أنهم ليس من كلامهم اسمٌ على أربعة أحرف متحرك
كله» قال «فأما الهاء فحركت في الباب الأول لأنه لا يلتقي ساكنان»
يعني أن الهاء لا تسكن كما تسكن الميم في رسلهم ونحوه لأن الميم لا
يكون ما قبلها إلا متحركا فإذا سكناها لم يلتق ساكنان بخلاف الهاء فإن
ما قبلها قد يكون ساكنا فيلتقي الساكنان
[41]

الصفحة 41