كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية (اسم الجزء: 8)

يختص بالثلاثي الأصول إلا افْعَنْلَل فإنه يشترك معه فيه الرباعي الأصول نحو
احرنجم فافعنلل على هذا بناءان في التقدير وثَمَّ يناء آخر مختص بالرباعي
الأصول وهو افْعَلَلَّ نحو اطمأنَّ واقشعرَّ وما أشبه ذلك يضافُ إليها
تَفاعَلَ وتَفَعَّل لكن في حال وذلك إذا اتفق أن يكون بعد التاء حرفٌ تدغم فيه
فإنه يجوز إدغامها فتُسكَّن وتجلب لها همزة الوصل ويصير الفعل بهمزة
الوصل سُداسيا فمن ذلك قولك ادَّارك وازَّاور** وادَّيَّن وازَّيَّن وفي
القرآن الكريم {ادَّارأْتُم فيها} {بل ادَّارك علمهم في الآخرة} {حتى
إذا أخذت الأرضُ زُخرُفها وازَّيَّنت} فجميع أبنية الماضي المختصة بهمزة
الوصل سبعة عشر بناءً ما بين شهير ونادر وأصل ومنقول إلا أن
هذين الأخيرين يمكن ألا يكون قصدهما بالذكر لأنه قال «وَالْأَمْرِ وَالْمَصْدَرِ
مِنْهُ» والمصدر من هذين لا يلحقه ألف الوصل لأنه لا تُدغم تاؤه فلا يقال
في التزيّن والتدارُؤِ ازَّيُّنٌ ولا ادارُؤٌ بل تَزَيُّنٌ وتدارُؤٌ على الأصل وكذلك
التضارُبُ والتطيُّرُ والمسألة مذكورة في باب الإدغام وإذا كان كذلك وكان
سببُ إلحاق الهمزة هنا إنما هو الإدغام ولم يتعرَّض هنا لذلك ولا يعد له
[486]

الصفحة 486