كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية (اسم الجزء: 8)

أن همزة الجمع همزة قطع وهمزة هذا الاسم همزةُ وصل
لسقوطها مع اللام في «ليمنك لَئِن ابتَلَيْتَ لقد عافيتَ» وفي قول الشاعر

.... وفريقٌ لَيْمُنُ اللهِ ما نَدْرِيْ

قال وليس هذا بضرورة لتمكن الشاعر من إقامة الوزن بتحريك التنوين
والاستغناء عن اللام بهذا ردّه المؤلف وقد أجابوا** عنه بأن أصلها أنها همزة
قطع ثم كثر استعمالها حتى عوملت معاملة ألف الوصل لكثرة الاستعمال مع
ما في كلامه في البيت من الرأي الضعيف وإنما يُردُّ عليهم أنّ مثل هذا لا
يُوجَد في كلام العرب إلا نادرا شاذا نحو وَيْلُمِّه** ومثل هذا لا يقاس
عليه ولا يدعى مثله إلا إذا تعين ولم يتعين ذلك هنا فوجب البقاءُ فيه
على الظاهر

والثاني أن من العرب من يفتح الميم ومنهم من يضمها فيقولون
اَيمَنُ** الله وايمُنُ الله وأفعَلُ لا يوجدُ في الجموع

والثالث أن من العرب من يكسر الهمزة ومنهم من يفتحها وألف
أفعل المختص بالجمع لا تكسر أبدا

فالصحيح ما ذهب إليه الناظم والبصريون

وإذا تقرَّر هذا فقوله «وَفِي اسْمٍ، اسْتٍ، ابْنٍ، ابْنِمٍ سُمِعْ» حُذف
العاطف في هذه الأشياء وأصله وفي اسمٍ واست وكذا وكذا سُمع وحرفُ
[495]

الصفحة 495