كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية (اسم الجزء: 8)

وفُعل أيضا ذلك بقد كقول الشاعر:

لقد أرسلوني في الكواعب راعيا ... فقد - وأبي - راعي* الكواعب أفْرِسُ

أراد: فقد أفرسُ راعي الكواعب وحق أبي، فسكن الياء وفصل.» **

هذا ما قاله المؤلف واحتج به على ما ذهب إليه من كون الهمزة همزة
قطع من أصل الأداة لا همزة وصل زائدة عليها أردتُ الإتيان بما احتج به
على كماله ليقع الكلامُ معه حتى يتبين بحول الله تعالى

وينظر أولا في هذا الخلاف المحكي عن الخليل وسيبويه فإنه غير مسلم
الوجود وإنما استقرءوه من حكاية سيبويه عنه أن أل كقد قال ابن الضائع
ولا يخرج من هذا أنها همزة قطع قال فإن قيل جعْلُها كقافِ قد دليلُ
أن الحرفين موضوعان لمعنى التعريف قلت همزةُ الوصل مع ما بعدها لها
حالان حالٌ هي فيه كبعض حروف الكلمة وهي من جهة الوزن وأن الكلمة
مبنية عليها ألا ترى أنها مأخوذة مع ما بعدها في أوزان الأفعال فتقول
في انطلق وزنه انْفَعَلَ كما تقول في أكرَمَ وزنُه أَفْعَلَ [و] على هذا
[502]

الصفحة 502