كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية (اسم الجزء: 8)

في الإيضاح بهذا الوجه في باب التقاء الساكنين في كلمة

والثاني أنهم أرادوا بيان حركة الحرف الموقوف عليه كما أرادوا ذلك
في الروم والإشمام والتضعيف

وإنما قال «وَحَرَكَاتٍ اِنْقُلَا» فجمع الحركات بيانا أنّ النقل يكون على
الجملة في الحركات كلها فالضمة والكسرةُ مثالهما ما تقدم والفتحة في
الهمز لا في غيره على ما يُذكر من مذهب البصريين مثالها قولهم (رأيت
الدِّفَأْ) في (رأيت الدِّفْءَ) فالحركات الثلاثُ تنقل على الجملة فلذلك
جمَعها

وقوله «اِنْقُلَا» أراد (اِنْقُلَنْ) بنون التوكيد

ثم أتى بالشروط المعتبرة في هذا الوجه وهي أربعة:

أحدها أن يكون ما قبل الآخر - وهو الحرف المنقولُ إليه الحركةُ -
ساكنا لا متحركا وذلك قوله « ... لِسَاكِنٍ» وهو مجرور متعلق بانقل أي
انقل الحركات لساكنٍ فلو كان الحرفُ المنقول إليه متحركا لم يجُزِ النقلُ فلا
تقولُ في (هذا خالدٌ): (هذا خالُدْ) ولا في (مررتُ بجعفَرٍ): (مررتُ بجعفِرْ) لوجهين
أحدهما ما تقدم من أنّ سبب النقل عند الناقلين هو التقاءُ الساكنين فإذا
تحرك ما قبل الآخر زال السببُ الموجب فيزول موجبه والثاني أن الساكن
[62]

الصفحة 62