كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية (اسم الجزء: 8)

وهم وَرَدُوا الجفار على تميم ... وهم أصحاب يوم عكاظ إنّي
شهدت لهم مواطن صادقات ... شهدن لهم بصدق الودِّ مني

وأحسن التضمين تعلُّق أول البيت بالبيت الثاني وكثيرا ما يستعمل
الناظم هذا التضمين القبيح للضرورة

ثم قال

وَالنَّقْلُ إِنْ يُعْدَمْ نَظِيرٌ مُمْتَنِعْ ... وَذَاكَ فِي الْمَهْمُوزِ لَيْسَ يَمْتَنِعْ

هو الشرط الرابع من شروط النقل وهو أن لا يؤدي إلى عدم النظير
يعني أن النقل إذا كان يؤدي في الكلمة إلى صورة معدمةِ النظير امتنع النقلُ
رأسا وعدمُ النظيرِ يكونُ على ضربين:

أحدهما أن يُعدم جملة فلا يوجد في الأسماء ولا في الأفعال وذلك إذا
وقع قبل الضمة المنقولة حرف مكسور كقولك في (هذا العِدْلُ): (هذا العِدُلْ)
وفي (هذا الحِملُ): (هذا الحِمُلْ) فجاء في النقل على صورة فِعُل وفِعُلٌ غير
موجودة في أبنية الأسماء ولا في أبنية الأفعال

والثاني أن يُعدَم في الأسماء خاصة ويكون في الأفعال كثيرا وذلك
إذا وقع قبل الكسرة المنقولة مضموم كقولك في (مِنَ البُسْرِ): (مِنَ البُسِرْ) وفي
القُفْلِ: القُفِلْ فجاء في النقل على صورة فُعِلٍ وهو غير موجودٍ في أبنية
الأسماء وإنما يوجد في أبنية الأفعال نحو ضُرِبَ وأُكِلَ وعُلِمَ
[70]

الصفحة 70