كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 8)

قطّ، فكأن يحيى انقبض منه، فكتب إليه الأسديّ: [من الطويل]
وصهباء جرجانية لم يطف بها ... حنيف ولم ينغر بها ساعة قدر
ولم يشهد القسّ المهينم نارها ... طروقا ولم يشهد على طبخها حبر
أتاني بها يحيى وقد نمت نومة ... وقد غابت الشّعرى وقد جنح النّسر
فقلت اغتبقها أو لغيري أهدها ... فما أنا بعد الشيب ويبك والخمر
تعفّفت عنها في العصور التي خلت ... فكيف التصابي بعد ما كلأ العمر [1]
إذا المرء وفّى الأربعين ولم يكن ... له دون ما يأتي حياء ولا ستر
فدعه ولا تنفس عليه الذي أتى ... وإن مدّ أسباب الحياة له الدّهر
«994» - المعروف بالعطار المغربي: [من الطويل]
وكأس ترينا آية الصبح والدّجى ... فأوّلها شمس وآخرها بدر
الشمس عند الفلاسفة حمراء الجرم، صفراء الشّعاع؛ والقمر أصفر الجرم أبيض النور، وإلى هذا ذهب.
مقطّبة ما لم يزرها مزاجها ... فإن زارها جاء التبسّم والبشر
فيا عجبا للدهر لم يخل مهجة ... من العشق حتى الماء تعشقه الخمر
نديمي هات الكأس ممزوجة الرضا ... بسخط فقد طاب التنادم والسمر
ونبّه لنا من كان في الشرب نائما ... فقد نام جنح الليل وانتبه الفجر
«995» - ابن قاضي ميلة: [من الكامل]
__________
[1] كلأ العمر: انتهى.

الصفحة 363