كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 8)

كأنّها دمعة في عين غانية ... مرهاء رقرقها ذكر المصيبات [1]
تنزو إذا مسّها قرع المزاج لها ... نزو الجنادب أوقات الظهيرات
وتكتسي لؤلؤات في تعطّفها ... عند المزاج شبيهات بواوات
«1004» - وقوله: [من الكامل]
قال ابغني المصباح قلت له اتّئد ... حسبي وحسبك ضوؤها مصباحا
فسكبت منها في الزجاجة شربة ... كانت له حتى الصباح صباحا
من قهوة جاءتك قبل مزاجها ... عطلا فألبسها المزاج وشاحا
شكّ البزال فؤادها فكأنّما ... أهدت إليك بريحها تفّاحا
عمرت تكاتمك الزمان حديثها ... حتى إذا بلغ السآمة باحا
فابتاع من أسرارها مستودعا ... لولا السآمة لم يكن ليباحا [2]
فأتتك في صور تداخلها البلى ... فأزالهنّ وأثبت الأرواحا
«1005» - وقال: [من الكامل المرفّل]
ردّا عليّ الكأس إنّكما ... لا تدريان الكأس ما تجدي
خوّفتماني الله جهدكما ... وكخيفتيه رجاؤه عندي
لا تعذلا في الراح إنّكما ... في غفلة عن كنه ما تسدي
لو نلتما ما نلت، ما مزجت ... إلا بدمعكما من الوجد
هاتا بمثل الراح معرفة ... بلطافة التأليف والودّ
__________
[1] العين المرهاء: السقيمة.
[2] الديوان: فأباح من أسرارها.

الصفحة 366