كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 8)

الطيب، ومراشفي في البرد، وريقي في اللذة، وكلامي في العذوبة، ووجهي في الحسن، وخلقي في السلاسة.
«1024» - قال المتوكل لأبي العيناء: كيف شربك للنبيذ؟ قال: أعجز عن قليله، وأفتضح عند كثيره. فقال: دع هذا عنك ونادمنا، فقال: يا أمير المؤمنين، إن أجهل الناس من جهل نفسه، ومهما جهلت من الأمر فلن أجهل نفسي. أنا امرؤ محجوب، والمحجوب يخظرف إشارته ويجوز قصده، ولا ينظر إلى من ينظر إليه، وكلّ من في مجلسك يخدمك، وأنا أحتاج أن أخدم.
وأخرى: فلست آمن أن تنظر إليّ بعين غضبان وقلبك راض، [وبعين] راض [وقلبك] غضبان، ومتى لم أميّز بين هاتين هلكت؛ ولم أقل هذا جهلا بما لي في المجلس من الفائدة، فأختار العافية على التعرّض للبليّة.
«1025» - وقال المتوكّل لبختيشوع: ما أخفّ النّقل على الشراب؟ قال:
نقل أبي نواس، قال: ما هو؟ فأنشده: [من المنسرح]
ما لي في الناس كلّهم مثل ... مائي خمر ونقلي القبل
«1026» - وقال ابن سكّرة الهاشميّ: [من المنسرح]
فما ترى في اصطباح صافية ... بكر حناها في الحانة الكبر
رقّت فراقت من لين ملمسها ... ولم يفتها النّسيم والنظر
فهي لمن شمّ ريحها أثر ... وهي لمن رام لمسها خبر
ثم ذكر الوقت والمكان والرفيق فقال:
ترى الثريا والغرب يجذبها ... والبدر يهوي والفجر ينفجر

الصفحة 374