كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 8)

ويقال للقضيب منها: الحبلة، وقيل: الحبلة أصل الكرمة، والقضيب:
السّرغ معجمة الغين، والجمع سروغ. روى ذلك أبو عمرو عن ثعلب. وقال أبو بكر: السّرع بعين غير معجمة: قضيب من قضبان الكرم. وفي القضيب:
الأبنة، والجمع أبن، وهي العقد التي تكون فيه. فإذا أخرج القضيب ورقه قيل: قد أطلع؛ فإذا أظهر حمله قيل: قد أحثر وحثر؛ فإذا صار حصرما قيل:
حصرم، ويقال للحصرم: الكحب، الواحدة كحبة؛ ولما تساقط من العنب:
الهرور؛ فإذا اسودّ نصف حبّه قيل: قد حلقم يحلقم: فإذا استوى بعض حبّه قيل: قد أوشم إيشاما، ولا يقال للعنب الأبيض أوشم، فإذا فشا فيه الايشام قيل: قد أطعم؛ فإذا أدرك غاية الإدراك قيل: ينع وأينع وطاب. والعنقود معروف ما دام عليه حبّه؛ فإذا أكل فهو شمراخ. ويقال لمعلّق الحبّ من الشّمراخ المقمع. ويقال إذا أجنى: قد قطف قطافا، فإذا يبس فهو الزبيب والعنجد. والقطف: العنقود، وفي التنزيل: «قطوفها دانية» .
1053- الخمر إذا عصر فاسم ما يسيل منه قبل أن يطأه الرجال بأقدامهم السّلاف، وأصله من السّلف وهو المتقدّم من كلّ شيء. وهو في مثل ذلك الخرطوم أيضا. ويقال للذي يعصر بالأقدام العصير، وللموضع المعصرة. والطلة: ما عصر بعد السّلاف، ويقال للمعاصر: المناطل. ثم يترك العصير حتى يغلي، فإذا غلى فهو خمر. وقيل: سمّيت خمرا لأنّها تخامر العقول فتختلط بها. وقالوا: سمّيت خمرا لأنّها تخمّر في الإناء أي تغطّى، يقال: خمّر أنفه: إذا غطّاه، وهي مؤنثّة. ويقال لها القهوة لأنّها تقهي عن الطعام والشراب، يقال: أقهى عن الطعام وأقهم عنه إذا لم يشتهه. ومن أسمائها الشّمول، سمّيت بذلك لأنّ لها عصفة كعصفة الشمال، وقيل: لأنّها تشمل القوم بريحها. ومن أسمائها السّلاف، والسلافة، والخرطوم، وقد تقدّم معناها في هذه الأسماء. ومنها القرقف قالوا: لأنّ شاربها يقرقف إذا شربها، أي يرعد، يقال: قرقف وقفقف. قال أبو عمرو: القرقف: اسم للخمر غير صفة، وأنكر قولهم: سمّيت بها لأنّها ترعد.

الصفحة 381