كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 8)

فقد عاد جسمي بالسَّقام معذَّباً ... وفرط اشتياقي لا يعدُّ ولا يحصى
وقد كنت بالآثار أروي هواكم ... فما زلت حتَّى صرت أذكرها نصّاً
خليليَّ إن أدركتماه برامة ... فمن شرح حالي والغرام به قصَّا
وقولا له يا غاية السُّؤل مغرمٌ ... بحبِّكم دون البريَّة قد خصَّا
وقال أيضاً: [من مجزوء الكامل]
أظننت قلبي قد تسلَّى ... يا عاذلي حاشا وكلَّا
لست المطيع للائمي ... والسَّمع لمَّا رام كلَّا
كيف السَّبيل وقد تولًّـ ... ـى حسنه والصَّبر ولَّى
وهواه أبرا مهجتي ... لمَّا ألمَّ بها وحلًّا
بدرٌ تجلَّى في الدُّجى ... فالهمُّ مذ وافى تجلَّى
ومنها قوله:
لله أيامٌ تقضَّـ ... ـت بالمنى نحو المصلًّى
عين النَّوى مطروفةٌ ... عنَّا وكفُّ البين شلَّا
حتَّى دهاني هجره ... فالقلب بالنِّيران يصلى
والسُّقم آلى لا يزو ... ل بدون رؤية من أعلَّا
لو لم يبلَّ لمهجتي ... طيفٌ أتاني كنت أبلى
أشكو إليه سقام جسـ ... ـمٍ ناحلٍ قد ذاب ألَّا
إن كان يسأل عن فؤا ... دي صحَّ بعد البين قل: لا
وهواه عندي واجبٌ ... وهوى سواه عاد نفلا
وقال أيضاً: [من الطويل]
نذرت لرِّبي إذ قضى لاجتماعنا ... أعفِّر خدِّي في التراب له شكرا
وكيف يطيق الشُّكر عن جمع شمله ... محبٌّ يرى مرأكم يكشف الضُّرَّا
وأحمد يوماَ ضمَّنا بعد فرقة ... وللمستهام الصَّبِّ من سقمه أبرا
ولو كان هذا اليوم يرجى شراؤه ... لكنت لروحي قد بذلت لكم يشرى
وكنت نذرت الصَّوم يوم لقائكم ... ولكنَّه عيدٌ فلن يقبل العذرا

الصفحة 263