كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 8)

قَالَ: ولعب الحبشة ليس فيه أن الرسول خرج بهذا في العيد ولا أمر أصحابه بالتأهب بها، ولم يكن الحبشة للنبي - صلى الله عليه وسلم - حشدًا ولا أنصارًا وإنما هم يلعبون.
قَالَ: وفائدة هذا الحديث إباحة النظر إلى اللهو إذا كان فيه تدريب الجوارح على تقليب السلاح لتخف الأيدي بها في الحرب، ولك أن تقول: البخاري بوب لذلك بيانًا للجواز أو بيانًا لضعفِ مرسل أبي داود عن الضحاك بن مزاحم قَالَ: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يخرج يوم العيد بالسلاح (¬1)، ومخالفة لما ذكره هو بعد من قوله للحجاج وجاءه يعوده: حملت السلاح في يوم لم يكن يحمل فيه (¬2).
ولابن ماجه بإسنادٍ جيد عن عياض الأشعري (¬3): وشهد عيدًا بالأنبار فقال: ما لي أراكم تقلسون كما كان يقلس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! (¬4) وله أيضًا بإسنادٍ جيد عن قيس بن سعد قَالَ: ما كان شيء على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا وقد رأيته إلا شيءٌ واحدٌ، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقلس له يوم الفطر (¬5). والتقليس: اللعب.
¬__________
(¬1) "المراسيل" (65) باب: ما جاء في العيدين.
(¬2) سيأتي برقم (966) في العيدين، باب: ما يكره من حمل السلاح في العيد والحرم.
(¬3) ورد بهامش الأصل: عياض بن عمرو الأشعري الأصح أنه تابعي، وكذا قال أبو حاتم: قال: مرسل.
(¬4) "سنن ابن ماجه" (1302) كتاب: إقامة الصلاة، باب: ما جاء في التقليس يوم العيد. قال البوصيري في "زوائد ابن ماجه" (424): إسناد رجاله ثقات، وضعفه الألباني في "ضعيف ابن ماجه" (267)، وفي "الضعيفة" (4285).
(¬5) "سنن ابن ماجه" (1303) كتاب: إقامة الصلاة، باب: ما جاء في التقليس يوم العيد، قال البوصيري 194 (425): إسناد حديث قيس صحيح، ورجاله ثقات، وضعفه الألباني في "ضعيف ابن ماجه" (268)، وانظر: "الضعيفة" (4285).

الصفحة 64